متابعات – السودان الان – سحب العديد من السودانيين الذين سافروا إلى الهند بحثًا عن العلاج، حيث كانت الهند في السابق وجهة رئيسية لعلاج المرضى السودانيين الذين كانوا يحصلون على رعاية صحية متميزة ويعودون بصحة جيدة. إلا أن الحرب أثرت بشكل كبير على هذه الرحلات، وأصبح السفر إلى الهند تجربة مليئة بالمعاناة.
معاناة في الهند
يقول حسن أبو علي حسن من مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور إنه سافر إلى الهند لتلقي العلاج قبل شهر من بدء الحرب، ومنذ ذلك الحين تدهورت حالته بشكل كبير. يوضح أن السودانيين في مدينة حيدر آباد الهندية يعانون من نقص الأموال بسبب الحرب، وهو ما زاد من معاناتهم بسبب تدهور قيمة الجنيه السوداني. أثر هذا على تكاليف العلاج والإقامة والتنقل.
يشير حسن إلى أن آلاف السودانيين في الهند قدموا طلبات لطلب اللجوء إلى مفوضية شؤون اللاجئين، وقد تم قبول معظم هذه الطلبات ومنح العديد منهم بطاقات لجوء. ولكن المفوضية لم تقدم لهم أي نوع من الدعم، كما لم تظهر أي منظمات أخرى لتقديم المساعدة.
السفارة السودانية
ويؤكد حسن أن السفارة السودانية في الهند لم تقدم المساعدة اللازمة للسودانيين هناك. يشير إلى أن الكثير من السودانيين يعانون بسبب انتهاء صلاحية جوازاتهم، بينما تبلغ تكلفة تجديد جواز السفر للبالغين 700 ألف جنيه سوداني، وللأطفال حديثي الولادة 450 ألف جنيه. ويقول إن السفارة لم تأخذ في اعتبارها الأوضاع الصعبة التي يواجهها السودانيون في الهند، الذين يعانون من تكاليف العلاج والإقامة والمصاريف اليومية.
ويضيف أن الكثير من السودانيين يحتاجون إلى عمليات جراحية لم يتمكنوا من إجرائها بسبب نقص الموارد، بينما اضطر البعض للتوقف عن العلاج بسبب الظروف الاقتصادية القاسية. ويدعو حسن السفارة السودانية في الهند للتواصل مع الحكومة الهندية بشأن وضع السودانيين هناك والغرامات المفروضة عليهم بسبب انتهاء فترات إقاماتهم.
صعوبات إضافية
إبتسام أحمد موسى، مواطنة سودانية أخرى، وصلت إلى الهند قبل شهرين من بداية الحرب، وتقول إنها غير قادرة على إتمام علاجها أو العودة إلى السودان بسبب نفاد مدخراتها. كما تؤكد أن السودانيين في الهند يواجهون صعوبات كبيرة في العثور على شقق للإيجار أو الحصول على رعاية صحية. تبلغ تكلفة إيجار الشقة في الهند 25 ألف روبية (حوالي 550 ألف جنيه سوداني)، ما دفع العديد من الأسر للتشارك في شقة واحدة.
وتضيف إبتسام أن تكاليف العلاج قد ارتفعت بشكل غير مسبوق، مما دفع العديد من الأشخاص إلى التوقف عن العلاج أو قطع إقاماتهم لعدم قدرتهم على تحمل التكاليف. وتصف الوضع بأنه أصبح صعبًا للغاية، مشيرة إلى أن السودانيين في الهند أصبحوا عالقين في وضع مأساوي. تقول: “ذهبنا إلى مكتب الأمم المتحدة للحصول على المساعدة، لكنهم أخذوا معلوماتنا فقط ولم يقدموا لنا أي دعم حتى الآن”.
وتطالب إبتسام والمنظمات الطوعية بإجلاء السودانيين من الهند إلى أي دولة يمكن أن توفر لهم حياة كريمة، لأن الوضع في الهند أصبح غير قابل للتحمل.