متابعات – السودان الان – كشفت مصادر موثوقة عن وجود فريق من وكالة الاستخبارات الأميركية (CIA) في مدينة بورتسودان، حيث أجرى مباحثات هامة مع قيادات عسكرية وأمنية سودانية استعدادًا لمفاوضات رسمية مع المبعوث الأميركي توم بيرييللو، الذي من المتوقع أن يصل إلى السودان في 17 نوفمبر الجاري.
ووفقًا للمصادر، تم التوصل إلى مقترحات لبناء الثقة بين الطرفين، والتي ستشكل الأساس للمباحثات الرسمية مع المبعوث الأميركي. هذه المقترحات تشمل الاتفاق على القضايا الحاسمة التي تحدد مستقبل العلاقات السودانية الأميركية، بما في ذلك الاعتراف بالقوات المسلحة السودانية كالمؤسسة الوحيدة القادرة على بناء الدولة والحفاظ عليها. كما تضمن الاتفاق ضغط الولايات المتحدة على دول مثل الإمارات لوقف دعمها لقوات الدعم السريع واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان ذلك.
وتضمنت المباحثات أيضًا تأكيدًا على ضرورة الاعتراف بحكومة السودان باعتبارها حكومة أمر واقع. كما أُشير إلى أن الولايات المتحدة يمكنها تقديم الدعم اللازم للقوات المسلحة السودانية لبناء جيش وطني محترف، مع التأكيد على أن الدعم السري لقوات الدعم السريع يشكل تهديدًا على أمن السودان والمنطقة بأسرها، ما يجعل من بناء جيش موحد أمرًا ضروريًا.
من أجل استعادة الثقة بين الجانبين، تم اقتراح استئناف العمل الدبلوماسي الأميركي من بورتسودان بعد ضمانات أمنية، وبدء حضور دبلوماسيين أميركيين محدودين، بهدف فهم أفضل للوضع في السودان والسعي لإيجاد حل مستدام.
كما برزت في الاجتماعات رؤيتان متناقضتان بشأن إنهاء الحرب في السودان: الأولى تدعو إلى إعادة تشكيل قوات الدعم السريع ككيان عسكري وسياسي منفصل، وهو الموقف الذي تتبناه مجموعة “تقدم” بقيادة عبدالله حمدوك. أما الرؤية الثانية، فتدعو إلى التفاوض بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، مع التركيز على القضايا العسكرية والترتيبات الأمنية بهدف تشكيل جيش موحد تحت قيادة واحدة، مع استبعاد السياسيين والمدنيين من هذه المرحلة. كما أكد إعلان جدة على ضرورة بدء عملية سياسية شاملة بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.