
متابعات ـ السودان الان – استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) يوم الاثنين لإسقاط مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، يدعو إلى وقف فوري للأعمال القتالية في السودان وحماية المدنيين من النزاع المستمر منذ أبريل 2023.
المشروع، الذي قدمته بريطانيا وسيراليون، نال تأييد 14 دولة من أعضاء المجلس، فيما عارضه فقط المندوب الروسي ديمتري بوليانسكي، مما أثار انتقادات حادة من قبل المندوبين البريطاني والأمريكي. وبرر بوليانسكي استخدام الفيتو بسبع نقاط رئيسية، منها التشكيك في التصور السائد حول من يحق له اتخاذ القرارات بشأن دعوة القوات الأجنبية إلى السودان، وضرورة التعامل مع السلطات السودانية مباشرة من أجل معالجة المشكلات القائمة وتنظيم المساعدات.
وأضاف بوليانسكي أن الحكومة السودانية وحدها يجب أن تتولى هذا الدور، معتبرًا أن بريطانيا تحاول انتزاع هذا الحق من السودان.
كما أشار إلى أن هناك خللاً في الطريقة التي يتم التعامل بها مع الوضع الإنساني، مؤكدًا أن هناك تجاهلاً متعمداً لآراء الوكالات السودانية المعنية.
وفيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، أبدى اعتراضه على المطالبات بفتح جميع الحدود أمام المساعدات، في الوقت الذي توفر فيه سلطات السودان العديد من المعابر الحدودية لذلك الغرض.
وتابع قائلاً إن القيود التي تفرضها الحكومة السودانية ليست اعتباطية، بل جاءت في إطار مخاوف من تدفق الأسلحة عبر الحدود.
وأكد أن من الأفضل معالجة الأسباب الجذرية لهذه المخاوف بدلاً من المطالبة بفتح الحدود بشكل غير مبرر.
كما شدد على ضرورة أن يتم الاتفاق على أي خطوات إنسانية حصريًا مع السلطات السودانية المركزية، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة وبريطانيا تستمران في استغلال الوضع لتحقيق مصالحهما الخاصة، بما في ذلك عبر العقوبات الأحادية التي تعرقل جهود السودان في تقديم المساعدات لشعبه.
وفي ختام تصريحاته، حث بوليانسكي جميع الأطراف على التخلي عن السياسات الاستعمارية الجديدة والتوقف عن محاولات خلق الفوضى في الدول التي تتبع سياسات مستقلة، محذرًا من محاولات استغلال هذه الفوضى لتحقيق أهداف خاصة.