متابعات – السودان الان – أصدرت بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق في السودان تقريرًا شاملاً يبرز وجود دلائل قوية تشير إلى أن الأفعال التي ارتكبت ضد المدنيين قد تصل إلى مستوى جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية. وقد تناول التقرير قضايا خطيرة مثل التعذيب والاغتصاب والاستعباد الجنسي، بالإضافة إلى الاضطهاد القائم على أسس عرقية وجنسانية.
وفي هذا السياق، حذرت منى رشماوي، عضوة البعثة، من أن هناك صراعًا “يتم على أجساد النساء”، مشددة على أهمية دور المرأة في جهود إنهاء النزاع. وأكدت أن حماية المدنيين يجب أن تكون أولوية قصوى، خاصة في ظل الظروف الراهنة التي تشهدها البلاد.
وأشارت رشماوي إلى أن التقرير يمثل توثيقًا شاملًا للجرائم الجنسية والاغتصاب في السودان، حيث تم جمع المعلومات من عدة مناطق، بما في ذلك الخرطوم ودارفور، بالإضافة إلى مناطق الجزيرة وكردفان. هذا التوثيق يعكس حجم المعاناة التي تتعرض لها النساء في ظل النزاع المستمر.
أكدت المتحدثة في مقابلة مع منصة “أخبار الأمم المتحدة” التي نُشرت أمس، أن الجرائم الجنسية منتشرة بشكل كبير، لكن هناك صمت حولها. وأشارت إلى أن العادات والتقاليد في المجتمعات الشرقية تمنع الأفراد من التحدث عن هذه الانتهاكات، مما يجعل الضحايا، سواء كانوا نساء أو رجالاً أو فتياناً، يتجنبون الإفصاح عن تجاربهم. كما أن العائلات غالباً ما تتستر على هذه القضايا.
وأوضحت أن البعثة قامت بالتواصل مع العديد من النساء والفتيات اللواتي تعرضن لهذه الانتهاكات، بالإضافة إلى الطواقم الطبية التي وثقت هذه الحوادث بشكل دقيق. وأكدت أن هناك أدلة قوية على أن الجرائم الجنسية تُرتكب بشكل منهجي وموثق في السودان، وبكثافة كبيرة، مما يثير القلق.
وأشارت إلى أن معظم هذه الانتهاكات تُنسب إلى قوات الدعم السريع، بالإضافة إلى أفراد يرتدون زي هذه القوات. كما تم الإبلاغ عن بعض الانتهاكات التي ارتكبت من قبل القوات النظامية والقوات المتحالفة معها، خاصة في أماكن الاعتقال. وأكدت أن هناك ادعاءات في منطقة الخرطوم تتعلق باستغلال الحاجة الإنسانية للغذاء، وهو أمر مؤسف للغاية.