متابعات – السودان الان – قام الفريق عبد الفتاح البرهان، القائد العام للقوات المسلحة السودانية، بزيارة رسمية إلى مدينة جوبا، وهي الزيارة الثالثة له منذ اندلاع النزاع في السودان في 15 أبريل 2023. وقد كان في استقباله الرئيس سلفا كير ميارديت، إلى جانب عدد من أعضاء البعثة الدبلوماسية السودانية في جنوب السودان، مما يعكس أهمية هذه الزيارة في تعزيز العلاقات بين البلدين.
رافق البرهان في الزيارة وزير الطاقة والنفط، دكتور محي الدين نعيم، ووكيل وزارة الخارجية، السفير حسين الأمين، ومدير عام جهاز المخابرات العامة، الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل، ما يعكس التمثيل الحكومي العالي في هذه المهمة الدبلوماسية.
تصعيد عسكري على الحدود
شهدت المباحثات بين السودان وجنوب السودان مناقشة قضايا هامة تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين. وصف الصحفي الجنوب سوداني، اتيم سايمون، زيارة البرهان بأنها غير معلنة، مشيراً إلى أنها تأتي في وقت حساس يشهد فيه الوضع العسكري تصعيداً بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، خاصة في المناطق القريبة من الحدود مع جنوب السودان، مثل بابنيس وجودة والجبلين في ولاية النيل الأبيض. كما شمل التصعيد مناطق حقل هجليج النفطي في جنوب كردفان، مما يزيد من تعقيد الأوضاع الأمنية في المنطقة.
تصريحات تعبان دينق
تزامنت زيارة البرهان مع تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها تعبان دينق قاي، أحد نواب رئيس جنوب السودان، خلال مؤتمر الحكام الثامن. حيث أشار إلى أن الوضع في منطقة أبيي يتطلب اهتمامًا خاصًا، مؤكدًا أنه لا توجد حكومة فعالة في الخرطوم للتعامل مع هذه القضية. ودعا حكومة جوبا لتقديم الدعم لمواطني أبيي دون انتظار تحركات من الخرطوم. هذه التصريحات أثارت ردود فعل متباينة، حيث اعتبرها البعض تعبيرًا عن الإحباط تجاه الحكومة السودانية الحالية.
وفي وقت لاحق، أكدت رئاسة حكومة جنوب السودان أن تصريحات قاي تعكس وجهة نظره الشخصية ولا تمثل الموقف الرسمي للحكومة، مما قد يؤدي إلى ردود فعل رسمية من حكومة السودان.
اتفاق سلام جنوب السودان المنشط
أشار الصحفي اتيم سايمون إلى أن البرهان، بصفته رئيس مجلس السيادة السوداني، يُعد الضامن الرئيسي لـ “اتفاق سلام جنوب السودان المنشط”، الذي أسفر عن تشكيل الحكومة الانتقالية في جوبا. ورغم أن الاتفاق تم توقيعه في 2018 خلال فترة حكم البشير، إلا أن البرهان أصبح الضامن الفعلي لتنفيذه. كما ارتبطت زيارة البرهان بمناقشات حول الخلافات داخل أحد التحالفات المعارضة في جنوب السودان، وهو ما يتطلب مشاورات مع السودان والأطراف الأخرى لحلها.
استئناف ضخ النفط
واحدة من القضايا التي نوقشت خلال الزيارة كانت مسألة تصدير نفط جنوب السودان عبر ميناء بورتسودان. ورغم أن الموعد المحدد لاستئناف العمليات قد انتهى، إلا أن هناك شكوكاً بشأن مشكلات أمنية قد تعرقل استئناف ضخ النفط، وذلك نتيجة الأضرار التي لحقت بالأنبوب الناقل جراء النزاع المستمر. وكانت حكومة بورتسودان قد وعدت بصيانة الأنبوب، لكن تلك الوعود لم تتحقق حتى الآن.