متابعات – السودان الان – انتقد الناطق الرسمي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم“، بكري الجاك، السياسات الاقتصادية التي تتبعها سلطة الأمر الواقع في بورتسودان، مشيرًا إلى أن عملية طباعة العملة الجديدة في روسيا كلفت 70 مليون دولار، دون توضيح تفاصيل الاتفاق أو المقابل.
وفي مؤتمر صحفي عقدته التنسيقية يوم الجمعة الماضية، أكد الجاك أن هذه الأموال كان من الأجدر أن تُستخدم لتحسين الأوضاع الإنسانية في مناطق مثل القضارف وعطبرة وشندي، حيث يعاني الآلاف من النازحين من نقص حاد في المواد الأساسية وينامون في العراء.
وأوضح الجاك أن استخدام العملة كأداة سياسية لمعاقبة بعض المناطق يعمق الانقسامات ويهدد وحدة السودان. وأكد أن هذه السياسات لا تحمل قيمة اقتصادية، بل تساهم في تعميق الأزمة الوطنية.
وفيما يتعلق بالانتهاكات المستمرة من جميع أطراف النزاع، شدد الجاك على إدانة “تقدم” لهذه الممارسات، مؤكدًا أن التنسيقية ستواصل مناشدة قادة الجيش والدعم السريع للجلوس إلى طاولة المفاوضات دون شروط مسبقة، حيث أن الحل السلمي هو السبيل الوحيد لإنهاء الحرب. وحذر من إمكانية تحول الصراع في السودان إلى أزمة إقليمية ودولية، مع التدخلات الخارجية التي قد تعقد الوضع.
من جهته، أكد المتحدث الرسمي باسم التنسيقية، جعفر حسن، على ضرورة البحث عن حل داخلي للأزمة السودانية، مع بناء شراكة إيجابية مع المجتمع الدولي. وأشار إلى أن الاجتماع الذي استمر أربعة أيام في مدينة عنتيبي ناقش القضايا الوطنية الرئيسية، وشارك فيه أعضاء الهيئة الذين يمثلون مختلف الفئات المدنية، حيث تم الاتفاق على ثلاثة مسارات للعمل: تشكيل جبهة مدنية واسعة، بدء عملية سياسية شاملة لإنهاء الحرب، واستعادة سيادة الدولة.
كما تناول حسن قضايا أخرى، مثل استخدام المسارات الإنسانية في النزاعات، مؤكدًا على أهمية فتح هذه المسارات لضمان وصول المساعدات إلى المناطق المتضررة. وكشف عن معاناة اللاجئين والنازحين بسبب نقص الغذاء والعلاج.
وأشار حسن إلى أن 180 طالبًا سودانيًا في كليات الطب بأوغندا اضطروا لترك الدراسة بسبب الظروف الاقتصادية، وبدؤوا في العمل في وظائف هامشية لإعالة أسرهم. كما لفت إلى أن التمييز في إجراء الامتحانات بين المناطق يعكس انقسامًا يُهدد وحدة البلاد ويصل إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية.
وأعلن حسن أن التنسيقية وضعت خطة لتعزيز العمل المدني والسياسي، بما في ذلك بدء عمل مكاتب في دول اللجوء والمهاجرين. وأكد أن التنسيقية تعمل على معالجة قضايا بيع المساعدات الإنسانية في بعض معسكرات اللاجئين، حيث اعتبر هذا التصرف جريمة يجب التعامل معها بجدية.
فيما يخص الدعم الدولي، أشار حسن إلى أن الكارثة الإنسانية قد تفاقمت بسبب عدم التزام الدول المانحة بتعهداتها، رغم جمع مبالغ كبيرة لدعم السودان، مما يعكس تحديات كبيرة أمام العملية الإنسانية في ظل تعقيدات الحرب.