متابعات – السودان الان – حث عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي الرئيس جو بايدن، يوم الثلاثاء، على اتخاذ خطوات أكثر حزمًا ضد الكيانات الأجنبية التي تُساهم في تصعيد الحرب الأهلية في السودان. وشددوا على دور تجارة الذهب غير المشروعة في تمويل هذا الصراع المستمر.
تقدَّم السناتور مارك وارنر، رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، والسناتور جيم ريش، العضو البارز في لجنة العلاقات الخارجية، بقيادة هذه الدعوة عبر رسالة موجهة إلى الرئيس بايدن. وانضم إليهما في هذه الجهود عدد من أعضاء مجلس الشيوخ، من بينهم كريس كونز، تود يونغ، كوري بوكر، ومايك راوندز.
عبَّر أعضاء مجلس الشيوخ في الرسالة عن قلقهم الشديد تجاه الوضع الإنساني في السودان، حيث تسبب القتال الدائر بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023 في مقتل عشرات الآلاف، مع احتمال تجاوز العدد مئة ألف ضحية. وأشاروا إلى أن أكثر من 25 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية العاجلة.
وتطرقت الرسالة إلى تقارير تُشير إلى أن كيانات أجنبية، بما في ذلك تلك الموجودة في الإمارات العربية المتحدة وروسيا، تقدم دعمًا ماليًا للأطراف المتحاربة، مما يزيد من تعقيد الصراع. وأكدوا أن تجارة الذهب غير المشروعة تُعد مصدرًا رئيسيًا للتمويل الذي يُساهم في استمرار الأزمة.
أوضح أعضاء مجلس الشيوخ أن قوات الدعم السريع تُسيطر على مناجم الذهب الرئيسية في السودان، الذي يُعد من أبرز منتجي الذهب في إفريقيا. وأشاروا إلى استخدام هذه القوات لشركات وهمية وبنوك سودانية وإماراتية لتمويل عمليات شراء الأسلحة والدعاية السياسية وبناء التحالفات مع جماعات مسلحة. واستشهدوا بتقييمات وزارة الخزانة الأميركية التي تُبرز اعتماد قوات الدعم السريع وزعيمها محمد حمدان دقلو على عائدات الذهب كمصدر أساسي للإيرادات.
كما سلطت الرسالة الضوء على دور الإمارات كمركز رئيسي لتجارة الذهب السوداني المُهرَّب، حيث كشفت تقارير عن تلقي شركات إماراتية أكثر من 2,500 طن من الذهب الإفريقي غير المشروع بقيمة تُقدر بنحو 115 مليار دولار بين عامي 2012 و2022. ورغم إزالة الإمارات من “قائمة المراقبة الرمادية” لمجموعة العمل المالي في فبراير 2024، إلا أن قطاع الذهب الإماراتي ما زال معرضًا لمخاطر غسيل الأموال.
أضاف أعضاء مجلس الشيوخ أن الذهب السوداني المُهرَّب يُستخدم لتمويل عمليات مجموعة فاغنر الروسية، مما يُساهم في دعم أنشطتها في إفريقيا والحرب الروسية في أوكرانيا، وبالتالي يُقوض العقوبات الدولية المفروضة على روسيا.
يُذكر أن السناتور مارك وارنر يُعد من أبرز المدافعين عن تعزيز الدعم الدبلوماسي والإنساني الأميركي للسودان. وتشمل جهوده السابقة الدعوة إلى منح السودان وضع الحماية المؤقتة، ودعم الجهود الإنسانية، وتعيين مبعوث خاص للسودان، وهو المنصب الذي شغله النائب الأميركي السابق توم بيرييلو. كما شارك وارنر في تقديم قانون المساءلة في السودان، وحافظ على تواصل مستمر مع الجالية السودانية.