متابعات – السودان الان – منذ أن أصدر اتحاد أصحاب العمل بقيادة سعود البرير بيانه المهاجم لاتحاد المصدرين والمستوردين العرب – مكتب السودان بقيادة محمد عبد الرحيم، رد الأخير من خلال مؤتمر صحفي، مما دفعني للتساؤل حول حقيقة الصراع بين رجال الأعمال خلف لافتات الاتحادات. ثم نشرت قبل أيام الحلقة الأولى بعنوان “الإقتراب من المنطقة (×)”، وتواصل معي الدكتور محمد عبد الرحيم، رئيس اتحاد المصدرين – مكتب السودان، واتفقنا على إجراء حوار لكشف تفاصيل هذا الصراع. لكن قبل اللقاء، ظهر طرف جديد في هذا الصراع وهو رجل الأعمال شيخ العرب مصلح نصار، الذي التقيت به في مقر إقامته بالبورت وتناقشنا طويلاً حول هذا الملف. بعدها، نشرت تفاصيل اللقاء، في حين نشر نصار من جانبه بيانًا تناول فيه وزير الداخلية وأعضاء مكتبه، متورطين في القضية التي تشمل هدية ملابس الشرطة التي قدمها اتحاد المصدرين للشرطة والداخلية، وفقًا لبعض المنشورات والتسجيلات.
سارعت بالتواصل مع الناطق الرسمي باسم الشرطة، العميد فتح الرحمن، لطلب لقاء صحفي مع مدير الشرطة للحصول على إفادات رسمية حول الأمر. كما تواصلت مع وزير الداخلية اللواء خليل باشا الذي استجاب للقاء وأفادني بمعلومات مهمة حول القضية، وقد تم نشر هذه الإفادات في الصالح العام.
البلاغ في مواجهة نصار
نشر مصلح نصار على مواقع التواصل الاجتماعي أن مدير مكتب وزير الداخلية سافر إلى القاهرة لشراء ملابس للشرطة متجاوزًا لجنة المشتروات بالوزارة، واصفًا إياه بالوزير الفعلي. هذا النشر كان غير صحيح ويحتوي على إيحاءات بالفساد. العقيد نميري، الذي سافر، هو نائب مدير المكتب وليس مديرًا له، كما لم يتجاوز لجنة المشتروات. وتم توجيه مسؤول الشؤون القانونية بفتح بلاغ ضد نصار في نيابة المعلوماتية، حيث تم القبض عليه في المطار أثناء توجهه للقاهرة.
القبض والضمانة
تم القبض على مصلح نصار بشكل قانوني، وليس اعتقالًا كما تم تداوله. تم إيداعه في حراسة قسم حي المطار، وخرج لاحقًا بعد تقديم ضمانة.
مسار القضية
قبول البلاغ وتنفيذ القبض ضد نصار يعد إدانة له، ولكن القضية لا تزال في النيابة، وعلينا الانتظار لمزيد من التطورات.
العلاقة مع نصار
لم أكن أعرف مصلح نصار شخصيًا قبل أن جاءني بمذكرة من وزير الداخلية السابق، جمعة بشارة أرور، حيث كان مصلح نصار يسعى لنقل قريب له مسجون في بورتسودان إلى سجن سواكن لأسباب اجتماعية. رغم أن هذا ليس من اختصاصاتي، إلا أنني كلفت نائب مدير المكتب للتواصل مع مدير السجون لحل الأمر. تبين لاحقًا أن قريبه مدان في جريمة كبيرة ويجب أن يبقى في سجن بورتسودان بسبب قلة تأمين سجن سواكن.
ملابس الشرطة
بالنسبة لملابس الشرطة، كانت مساعدة قدمتها جهة مانحة للوزارة التي تتبع لها الشرطة، مثلها مثل أي مساعدات تقدم للدولة. تم إرسال ضابط شرطة لاستلامها بالتنسيق مع الملحقية العسكرية في القاهرة والمخابرات المصرية، وكان ذلك ضرورياً بسبب الإجراءات المتعلقة بالنقل والتصاريح. وأشكر شركة تاركو التي قدمت خدمة النقل مجانًا.
التصعيد الإعلامي
لا أتابع كل ما يُكتب وينشر، فعضويتنا في اتحاد المصدرين والمستوردين العرب هي جزء من عملنا لحماية مصالح المواطنين السودانيين. ولا يقتصر ذلك على وزارة الداخلية فقط، بل تشارك فيه العديد من مؤسسات الدولة مثل الوزارات والولايات.