متابعات – السودان الان – اعتبر كيان “غاضبون بلا حدود” أن تصريحات مستشار رئيس الوزراء السابق، عبد الله حمدوك، للشؤون الإعلامية، فايز السليك، تعكس محاولة لتشويه صورة النضال الشعبي، حيث تم تصوير الشباب الثوري كأدوات فاقدة للوعي تُدار من قوى خفية. وقد أثارت هذه التصريحات ردود فعل قوية من الكيان الذي يعد جزءًا لا يتجزأ من الحركة الثورية في السودان.
وفي سياق ردود الفعل، أكد المتحدث باسم “غاضبون بلا حدود”، سعد محمد، أن أعضاء الكيان ليسوا أدوات لأي جهة ولا يعملون وفق أجندات خارجية. وأوضح أن هؤلاء الأعضاء يمثلون جزءًا من الشعب الثائر، ويعملون بوعي وعزيمة للحفاظ على السودان ومكتسبات ثورته، مشددًا على أهمية النضال الشعبي في هذه المرحلة الحساسة.
وأشار سعد إلى أن الاتهامات الموجهة إلى كيان “غاضبون بلا حدود” ولجان المقاومة بشأن الاختراق والعمالة ليست سوى محاولات لتشتيت الانتباه عن فشل النخب السياسية في إدارة المرحلة الانتقالية. واعتبر أن هذه التصريحات تعكس عدم القدرة على مواجهة التحديات الحقيقية التي تواجه البلاد.
تناول متحدثون من مجموعة “غاضبون بلا حدود” في ردهم على السليك تجربة الفترة الانتقالية، مشيرين إلى أنها شهدت خيبة أمل الثورة والتحالفات المحدودة. وخاطب السليك قائلًا: “لقد أظهرتم خلال المرحلة الانتقالية فشلًا كبيرًا في توجيه البلاد نحو التغيير المطلوب، بدلاً من الالتزام بأهداف ثورة ديسمبر، انغمستم في مساومات وتحالفات نخبوية تحت شعار ‘الشراكة’، مما أتاح لعناصر النظام السابق التسلل إلى مؤسسات الدولة”.
كما أشاروا إلى استبعاد لجان المقاومة، التي تعكس العمق الشعبي للثورة، لصالح اعتبارات نخبوية ومصالح ضيقة. وأكدوا أن الأداء الاقتصادي كان كارثيًا، حيث تم الاعتماد على حلول جاهزة زادت من أعباء المواطن، مثل إزالة الدعم عن السلع الأساسية دون توفير بدائل.
واعتبر سعد أن ما حصل خلال الفترة الانتقالية لم يكن مجرد سوء إدارة، بل كان انهيارًا اقتصاديًا وهيكليًا وإخفاقًا سياسيًا. وبدلاً من تقديم مشروع متكامل لبناء الدولة يعالج جذور الأزمات، اختاروا التخلي عن المبادئ من أجل البقاء في السلطة.
وفيما يتعلق باتهام السليك لكيان “غاضبون بلا حدود” ولجان المقاومة بأنهم أصبحوا “أدوات استخباراتية” بعد انقلاب أكتوبر 2021، أكد سعد أن التحرك الشعبي كان رد فعل طبيعي على تواطؤ قوى الحرية ورفضًا للمساومات التي جرت تحت ذريعة الانتقال السلمي.
واتهم المتحدثون مكونات الحرية والتغيير بالمشاركة في دعم مليشيا الدعم السريع خلال الحرب الأخيرة، متجاهلين المجازر التي ارتكبتها ضد المدنيين. كما نفى سعد أن تكون لقاءات قادة الحرية والتغيير خلال المواكب والندوات أعمالًا عنيفة أو مدفوعة بأجندات خفية، بل اعتبرها تعبيرًا عن غضب شعبي مبرر تجاه من انحرفوا عن مسار الثورة.
فيما يتعلق بموقفهم من الحرب، أكد سعد أن “غاضبون بلا حدود” يدافعون عن الدولة، مشيرًا إلى وقوف الكيان مع القوات المسلحة في معركتها ضد “مليشيا الدعم السريع”. وقال: “هذه الحرب ليست مجرد نزاع عسكري، بل هي معركة وجود تتعلق بمصير الدولة السودانية”. وأضاف أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام محاولات تفكيك السودان عبر مشاريع المليشيات.
وذكر سعد أن “كيان غاضبون بلا حدود” لن يخضع لأي ضغوط سياسية، ولن يُسمح بتحريف مسار ثورة ديسمبر تحت أي ظرف. وأكد أن الكيان جزء من هذا الشعب وسيظل في الميدان يقاوم المليشيات والمشاريع التخريبية التي تهدد مستقبل السودان.
وقد نشرت “التغيير” الأسبوع الماضي تقريرًا بعنوان “غاضبون: أسرار الاختراقات والانشقاقات الداخلية”، الذي تناول أزمة الكيانات الشبابية الثورية والانشقاقات والاختراقات التي شهدتها، بالإضافة إلى الاتهامات التي طرحها مستشار حمدوك السابق فايز السليك حول ارتباط كيان “غاضبون بلا حدود” بالاستخبارات العسكرية، والردود التي قدمها متحدث الكيان على تلك الاتهامات.