
قوش يعود للواجهة .. مشروع مسلح جديد في الساحة السودانية
متابعات -السودان الآن -في تطور جديد يزيد من تعقيدات المشهد الأمني والسياسي في السودان، كشفت تقارير سياسية وإعلامية عن شروع المدير السابق لجهاز الأمن والمخابرات، صلاح قوش، في تشكيل ميليشيا مسلحة ذات توجهات إسلامية، مستخدمًا السياسي محمد سيد أحمد الجاكومي كواجهة سياسية للمشروع
وبحسب صحيفة The Sudan Times، فإن الميليشيا الجديدة يجري الترويج لها باعتبارها ممثلة لشمال السودان، بينما تؤكد مصادر أن ولاءها الأيديولوجي يتبع لتوجهات إسلامية خالصة، ما أثار موجة جدل ورفض واسع في الأوساط الشعبية والسياسية، وسط تحذيرات من أن الخطوة قد تزيد من حالة الانقسام والصراع الداخلي
وتأتي هذه التطورات رغم العقوبات الأمريكية والأوروبية المفروضة على قوش منذ عامي 2023 و2024 بتهم تتعلق بتقويض جهود السلام، في وقت تشير فيه مصادر أمنية إلى استمرار نفوذه داخل السودان عبر شبكات مالية وسياسية واسعة تمتد حتى خارج الحدود
من جهته، أعلن الجاكومي في يوليو الماضي عزمه تدريب 50 ألف مقاتل بموافقة الرئيس الإريتري أسياس أفورقي، كاشفًا عن ترتيبات لإقامة معسكرات تدريب في إريتريا. وأظهرت صور نشرها من العاصمة أسمرة لقاءات مع أفورقي، ما اعتُبر مؤشرًا على بعد إقليمي خطير للصراع السوداني
هذه التحركات وُوجهت برفض شعبي قاطع في ولايات الشمال، حيث اعتبر ناشطون أن عودة قوش عبر واجهات غير رسمية تمثل تهديدًا مباشرًا لأمن المجتمع، وتفتح الباب أمام عودة رموز النظام السابق من بوابة السلاح
ورغم نفي الجاكومي في البداية وجود علاقة مباشرة بينه وبين قوش، عاد لاحقًا ليؤكد أن قواته أصبحت تعمل تحت مظلة الجيش السوداني، في خطوة وُصفت بأنها محاولة للالتفاف على الضغوط الداخلية والدولية
تقارير أمنية أشارت إلى أن قوش يشرف شخصيًا، إلى جانب ثمانية ضباط سابقين، على التدريب داخل معسكر “ساوا” الإريتري، مؤكدة أن البرنامج يسير بوتيرة متسارعة رغم تحديات لوجستية.
ويرى مراقبون أن تحركات قوش تشكل تحديًا إضافيًا أمام المساعي الإقليمية والدولية الرامية لإنهاء الحرب في السودان، وسط مخاوف من أن يفتح ظهور ميليشيات جديدة الباب أمام إطالة أمد النزاع وتعقيد فرص الحل السياسي