اخبار السودان

 أصوات الحرب الصغيرة: أطفال السودان بين الركام والرجاء

متابعات -السودان الآن

تابعنا على الواتساب لمزيد من الاخبار

                           

أصوات الحرب الصغيرة: أطفال السودان بين الركام والرجاء

عامان من الجحيم… والطفولة تحترق

متابعات -السودان الآن – مرّ أكثر من عامين على اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حربٌ التهمت المدن، وأحرقت البيوت، وكسرت أرواحًا صغيرة لم تعرف بعد معنى الحياة.

في شوارع الخرطوم التي استعادت القوات الحكومية السيطرة عليها مؤخرًا، تهمس أصوات الأطفال كأنها بقايا حلمٍ تائه… أصوات تبحث عن مأوى، عن كتاب، عن أمانٍ مفقود.

كنت ألعب هنا، والآن لا يوجد سوى الدخان”

بهذه العبارة اختصر طفل سوداني مشهد الخرطوم التي غابت عنها ملامح الفرح.

البيوت التي كانت تضج بالحياة، تحوّلت إلى أنقاض.

الأحياء التي كانت تعجّ بأصوات المدارس والضحكات، غطاها صمت الحرب الثقيل.

هؤلاء الأطفال لم يفقدوا منازلهم فقط، بل فقدوا ذكرياتهم وأمانهم وطفولتهم.

مدارس مغلقة… وطفولة معلّقة

تُقدّر منظمات الأمم المتحدة أن أكثر من 12 مليون طفل سوداني أصبحوا خارج مقاعد الدراسة.

المدارس تحولت إلى ملاجئ، والفصول صارت مأوى للنازحين.

جيلٌ كامل يعيش اليوم بلا تعليم، بلا مستقبل، وبلا أحلام.

أحد الأطفال قال لمراسلة بي بي سي:

كنت أريد أن أصبح طبيبًا… الآن أريد فقط أن أتعالج.”

جملة تلخّص مأساة وطنٍ يحترق وأملٍ يُطفأ قبل أن يولد.

أتمنى أن يعالجونني فقط”

من بين آلاف القصص التي لا تُروى، تختصر هذه الجملة وجع السودان بأكمله.

طفل صغير لا يطلب مأوى ولا مالًا… فقط علاجًا لجراحٍ في جسده وروحه.

إنها ليست حربًا بالسلاح فقط، بل حربٌ على البراءة والإنسانية، حربٌ تسرق الحلم قبل أن يُقال.

الخرطوم… مدينة تسكنها الذكريات

تقول الصحفية نوال المقحفي التي زارت الخرطوم:

المدينة تبدو كأنها تستعيد أنفاسها، لكنها تئن تحت الركام.”

الخرطوم اليوم ليست كما كانت؛ مبانٍ مهدمة، شوارع خاوية، ووجوهٌ تائهة تبحث عن بقايا حياة.

أما الأطفال، فهم شهود على مأساة أكبر من أعمارهم، وضحايا حربٍ لم يختاروها.

صرخة إلى العالم: لا تتركوا السودان وحيدًا

بين كل هذا الدمار، لا تزال أصوات صغيرة تطلب فقط أن تُسمع.

تلك الأصوات هي نداءٌ للعالم كي لا ينسى أن خلف أرقام الحرب، قلوبًا تنزف، وطفولةً تُغتال كل يوم.

فالحرب قد تنتهي على الورق، لكن آثارها ستبقى في نفوس هؤلاء الأطفال لعقود قادمة.

خاتمة: جيل ينتظر الحياة

في بلدٍ أنهكته الحرب، يبقى الأمل خيطًا رفيعًا يتمسك به الأطفال الذين يحلمون بأن يعودوا إلى مدارسهم، أن يلعبوا دون خوف، وأن يستيقظوا على صوت العصافير لا على دويّ المدافع.

لكن إلى أن يتحقق ذلك…سيظل السودان وطنًا يبكي بصوت أطفاله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى