اقتصاد

أزمة الكاش تتفاقم في السودان وتحذيرات قانونية ضد “الخصم الربوي” عبر التطبيقات المصرفية

تابعنا على الواتساب لمزيد من الاخبار

                           

أزمة الكاش تتفاقم في السودان وتحذيرات قانونية ضد “الخصم الربوي” عبر التطبيقات المصرفية

متابعات _ السودان الان _ تصاعدت أزمة نقص السيولة النقدية في عدد من ولايات السودان، في أعقاب الإجراءات الحكومية الأخيرة المتعلقة باستبدال العملة ومنع التعامل النقدي داخل المؤسسات الرسمية. هذه الأزمة خلقت بيئة خصبة لانتشار تجارة الكاش بطرق مخالفة، وسط استغلال واضح لحاجة المواطنين للسيولة.

وبحسب شكاوى مواطنين في ولاية سنار، فإن قيمة المليون جنيه سوداني في التطبيقات البنكية مثل “بنكك” يتم استبداله بما يعادل 800 ألف جنيه فقط نقدًا، أي بخصم يصل إلى 20%. وفي ولاية شمال دارفور، تزداد الأزمة حدة حيث يُستبدل مبلغ الـ650 ألف جنيه نقدًا مقابل مليون جنيه من الرصيد البنكي.

بنكك تحت مجهر الاستغلال

تطبيق “بنكك” التابع لبنك الخرطوم – الذي يعتبر من أبرز أدوات الدفع الإلكتروني في البلاد – أصبح ساحة لانتشار هذه المعاملات، إذ يقوم وسطاء بتحويل الرصيد البنكي إلى كاش مقابل خصومات كبيرة، الأمر الذي أثار سخطًا شعبيًا واسعًا وطرح تساؤلات حول دور الرقابة المصرفية في كبح هذه الظاهرة.

النيابة العامة تُدين وتحذر

وفي خطوة قانونية لافتة، أصدرت النيابة العامة بيانًا أدانت فيه هذه المعاملات، ووصفتها بأنها ممارسة ربوية محرّمة شرعًا، مستشهدة بآيات قرآنية تحذر من التعامل بالربا. كما صنّفت الظاهرة ضمن الأنشطة المخالفة لقانون مكافحة الثراء الحرام والمشبوه لعام 1989م، والذي يجرّم أي معاملات تخل بنزاهة النظام المالي.

وأوضحت النيابة أن ما يحدث يُعد انتهاكًا لحقوق المواطنين واستغلالًا لظروفهم الاقتصادية القاسية، مشيرة إلى أنها رصدت انتشار الظاهرة في عدة ولايات وستقوم باتخاذ إجراءات صارمة ضد المتورطين.

دعوات للتدخل العاجل

تطالب أصوات شعبية ومراقبون اقتصاديون الحكومة السودانية وبنك السودان المركزي بتوفير سيولة كافية للمواطنين، وإعادة الثقة في النظام المصرفي، إلى جانب تشديد الرقابة على الوسطاء ومراكز التحويل غير الرسمية التي باتت تتحكم في سوق الكاش بشكل غير قانوني.

وفي ظل استمرار الأزمة، يتخوف مواطنون من تفاقم الوضع، خصوصًا مع ارتفاع الطلب على النقد في ظل تدهور الوضع الاقتصادي وانعدام الثقة بالتحويلات الإلكترونية كوسيلة موثوقة لتسيير الحياة اليومية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى