المنوعات والثقافة

من قرية سودانية إلى منزل كريستيانو رونالدو: رحلة ملهمة للحلاق السوداني محمد “مو”

متابعات _ السودان الان

تابعنا على الواتساب لمزيد من الاخبار

                           

من قرية سودانية إلى منزل كريستيانو رونالدو: رحلة ملهمة للحلاق السوداني محمد “مو”

متابعات _ السودان الان _ من بين الأزقة الترابية لقريته الصغيرة في السودان، حيث كان الطفل محمد – المعروف اليوم باسم “مو” – يهوى قص الشعر بمقص متواضع، انطلقت قصة نجاح فريدة لم يكن يتخيل أن تقوده يومًا إلى داخل أحد أشهر منازل العالم: منزل النجم كريستيانو رونالدو.

بدأ “مو” الحلاقة في سن مبكرة، وكان يبلغ من العمر 11 عامًا فقط عندما أمسك أول مرة بمقصه، يحلق لأصدقائه وجيرانه بحب. لكن الطموح دفعه إلى ما هو أبعد من قريته. حمل حقائبه، وقرر خوض مغامرة الهجرة، حتى استقر به المطاف في المملكة المتحدة، حيث أعاد بناء حلمه من جديد.

في بريطانيا، لم تكن الرحلة سهلة. عمل “مو” بلا كلل، طوّر مهاراته، وافتتح صالون حلاقة باسمه بعد سنوات من المثابرة. اكتسب شهرة واسعة، ليصبح لاحقًا واحدًا من أشهر الحلاقين في البلاد، ويُنشئ علامة تجارية خاصة به في عالم تصفيف الشعر ومنتجاته.

ذات يوم، تلقى مكالمة غير متوقعة من شخص يُدعى “أحمد”، صديق مقرب لنجل كريستيانو رونالدو، “جونيور”. كانت المفاجأة أن جونيور يود حلاقة شعره لدى “مو”، تحديدًا لأنه سمع عن مهارته واحترافيته. سافر “مو” إلى العاصمة السعودية الرياض، متحمسًا للقاء طال انتظاره.

لكن عند وصوله، علم أن جونيور سافر لحضور مباراة في جدة. خيبة أمل كبيرة، لكنها لم تكن نهاية القصة. سرعان ما تلقى “مو” اتصالًا آخر من عدد من لاعبي نادي الهلال السعودي يطلبون منه تصفيف شعرهم قبل مباراة كلاسيكو أمام الاتحاد. استجاب للدعوة، وقام بحلاقة شعر لاعبين كبار مثل الصربي سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش، ومتعب الحربي، والبرازيلي مالكوم – نجم برشلونة السابق.

وبينما كان “مو” يتهيأ للعودة إلى لندن، تلقى مكالمة قلبت الموازين: جونيور عاد من جدة، وكان بانتظاره في منزل رونالدو. عند وصوله، فاجأه جونيور برغبته في الحصول على تسريحة مشابهة تمامًا لتسريحة والده. التحدي كان كبيرًا، لكن “مو” أنجز المهمة بنجاح أذهل الجميع، ولاقت النتيجة إعجابًا واسعًا، وكرّسته كواحد من أكثر الحلاقين موهبة وتأثيرًا.

اليوم، لم يعد “مو” مجرد حلاق. هو صاحب علامة تجارية مرموقة تحمل اسمه في عالم العناية بالشعر – BSSET – وملهم لكل شاب يؤمن بأحلامه رغم البدايات المتواضعة.

من مقص بسيط في السودان إلى مقعد داخل منزل كريستيانو رونالدو، كتب “مو” فصلاً جديدًا في قصة النجاح السودانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى