تعرف على فضل عشر ذي الحجة وأهم الأعمال الصالحة التي يُستحب القيام بها في هذه الأيام المباركة
تعرف على فضل عشر ذي الحجة وأهم الأعمال الصالحة التي يُستحب القيام بها في هذه الأيام المباركة
سبحان الله الذي اختص بعض الأوقات بفضل عظيم، ليحفّز النفوس إلى الإقبال على الطاعة وتجديد العهد مع الله. ومن أعظم هذه الأوقات عشر ذي الحجة، التي أشار إليها القرآن الكريم وأشاد بها النبي صلى الله عليه وسلم في سنته المباركة.
في هذا المقال، نكشف الستار عن فضل هذه الأيام، ونتناول الأعمال التي يحبها الله في هذه الأيام المباركة.
عظمة عشر ذي الحجة في القرآن والسنة
يقول الله تعالى:
{وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ} (القصص:68).
فالله وحده الذي يختار ما يشاء من الأزمنة، وقد اختص عشر ذي الحجة بفضل عظيم.
وأقسم الله بها في سورة الفجر:
{وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ}،
قال جمهور المفسرين: إنها عشر ذي الحجة، ما يدل على شرفها ومكانتها.
وفي الحديث النبوي الشريف:
“ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام” (رواه البخاري والترمذي).
بل جعل النبي ﷺ هذه الأيام أفضل حتى من الجهاد، إلا من بذل نفسه وماله وعاد بلا شيء.
يوم عرفة ويوم النحر: تاج فضل العشر
يوم عرفة، كما أخبرنا النبي ﷺ، هو يوم عتق الرقاب من النار، وفيه يعتق الله من النار أكثر من أي يوم آخر. صيامه لغير الحاج يكفّر سنتين، سنة ماضية وسنة مقبلة.
ويوم النحر، الذي يلي يوم عرفة، هو أعظم الأيام عند الله. قال النبي ﷺ:
“أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القرّ” (رواه أبو داود).
ويوم القرّ هو اليوم الذي يستقر فيه الحجيج بمنى بعد إتمام النحر.
سر تفضيل عشر ذي الحجة
ما السر في هذا التفضيل؟
إنها أيام تجمع أمهات العبادات: الصلاة، الصيام، الصدقة، والحج.
ولا يجتمع هذا في غيرها من الأيام، مما يزيدها شرفًا ورفعة عند الله.
أيهما أفضل: عشر ذي الحجة أم العشر الأواخر من رمضان؟
قال بعض العلماء:
- أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر الأواخر من رمضان.
- وليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة.
فهي توازن بديع يجمع بين شرف الأيام وليالي العبادة.
الأعمال المستحبة في عشر ذي الحجة
- التوبة النصوح:
قال تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا} (النور:31). هذه الأيام فرصة لتجديد التوبة. - الحج والعمرة:
لمن استطاع سبيلاً، فهو من أفضل الأعمال في هذه الأيام. - إتقان الفرائض:
أداء الصلوات الخمس على أكمل وجه، والاهتمام بالفرائض، فهي أحب الأعمال إلى الله. - الاجتهاد في النوافل:
كثرة الصلاة، وقراءة القرآن، والذكر، والدعاء، وصلة الرحم، والصدقة. - التكبير والتهليل:
سنة مهجورة في كثير من البيوت. قال تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} (الحج:28).
يبدأ التكبير المطلق من أول يوم ذي الحجة، ويجهر به الرجال في الأسواق والمنازل.
أما التكبير المقيد (بعد الصلوات)، فيبدأ من فجر يوم عرفة حتى عصر آخر أيام التشريق. - الصيام:
كان النبي ﷺ يصومها. وعن حفصة رضي الله عنها:”أربع لم يكن يدعهن النبي: صيام العشر…” (رواه أبو داود).
وآكدها صوم يوم عرفة. - الأضحية:
سنة مؤكدة في حق الموسر، إحياءً لسنة إبراهيم عليه السلام.
رسالة ختامية
في عشر ذي الحجة، تتجدد الأرواح وتتعلق القلوب برضا الله.
أيام قليلة، لكنها عظيمة، والسعيد من اغتنمها بجد واجتهاد.
لنحرص على ذكر الله، وتلاوة القرآن، وصلة الأرحام، وبذل الصدقة، فهي أعمال تجمع بين طهارة القلب وبركة الزمان.
الأسئلة الشائعة
ما هي أبرز الأعمال المستحبة في عشر ذي الحجة؟
- الصلاة، الصيام، الصدقة، الذكر، الحج والعمرة، التوبة، وصلة الأرحام.
ما حكم صيام يوم عرفة؟
- سنة مؤكدة لغير الحاج، يكفّر سنتين.
هل الأضحية واجبة أم سنة؟
- هي سنة مؤكدة في حق الموسر.
ما المقصود بالتكبير المطلق والمقيد؟
- المطلق في كل وقت خلال العشر، والمقيد بعد الصلوات من فجر عرفة إلى عصر التشريق.
ختام
نسأل الله أن يبارك لنا في هذه الأيام، ويجعلنا فيها من المقبولين.
اجتهد، فالدنيا ساعات تمضي، والأجر عند الله لا يضيع.
تعرف على فضل يوم عرفة وأفضل الأعمال المستحبة فيه التي ترفع درجات المؤمن وتغفر الذنوب
