البعاتي.. أسطورة سودانية بين الخوف والخيال
يظل البعاتي من أكثر الأساطير الشعبية إثارةً للجدل في السودان، حيث يتناقل الناس قصصًا عن موتى يعودون إلى الحياة ليزوروا أهلهم ليلًا، يطرقون الأبواب أو يسرقون الطعام قبل أن يختفوا فجأة
لكن، هل هذه الحكايات حقيقية أم مجرد خيال شعبي؟
أصل الحكاية
يرجح باحثون أن الأسطورة نشأت قديمًا بسبب حوادث غريبة، مثل دفن أشخاص كانوا في حالة غيبوبة ثم استيقظوا داخل القبور، أو أصوات الغازات المنبعثة من أجساد الموتى أثناء التحلل، والتي كان يفسرها الناس بعودة الروح
العلم والدين يحسمان الجدل
العقيدة الإسلامية واضحة: الميت لا يعود إلى الدنيا قبل يوم القيامة، قال تعالى: “ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون”.
أما العلم، فيرى أن “البعاتي” مجرد إسقاط نفسي وموروث اجتماعي قديم لتفسير الظواهر الغامضة
بين التراث والفلكلور
اليوم يُنظر إلى البعاتي كجزء من الفلكلور السوداني، مثل “أم دخن” و”الغول”، تُروى قصصه للتسلية أو التخويف، لكنه يظل شاهدًا على غنى الموروث الشعبي السوداني، وكيف تعامل أجدادنا مع المجهول قبل انتشار المعرفة
خلاصة القول:
“البعاتي” ليس حقيقة، لكنه مرآة تعكس خوف الإنسان من الموت ورغبته في إيجاد تفسير لكل ما لا يُفهم
