اقتصاد

مؤشرات أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني السبت ١٨ اكتوبر

متابعات -السودان الآن

تابعنا على الواتساب لمزيد من الاخبار

                           

مؤشرات أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني السبت ١٨ اكتوبر

في واحدة من أكثر اللحظات حساسية في تاريخ الاقتصاد السوداني، سجّلت أسعار صرف العملات الأجنبية اليوم السبت 18 أكتوبر 2025م تباينًا مستمرًا لليوم الخامس على التوالي، ما يعكس هشاشة المشهد المالي وتراجع قدرة الجنيه السوداني على الصمود أمام الضغوط المتصاعدة.

الأسواق تشهد تفككًا شبه كامل في البنية المصرفية الرسمية، وسط غياب أدوات فعالة للتدخل النقدي، وتحول العملات الأجنبية إلى أدوات تسعير يومية حتى في أبسط المعاملات.

“من 560 إلى 3700 جنيه”.. قصة سقوط عملة

منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، انحدر الجنيه السوداني بشكل متسارع.

في بداية النزاع، كان الدولار يُباع بـ560 جنيهًا، واليوم يتراوح بين 3,550 و3,700 جنيهًا في السوق الموازي — ما يعني زيادة تفوق 560% خلال عامين ونصف فقط.

المحللون يرون أن هذا ليس تراجعًا نقديًا عاديًا، بل انهيار شامل في الثقة الوطنية بالعملة.

السوق الموازي… “السلطة النقدية الجديدة”

الأسعار المسجّلة اليوم تكشف بوضوح عن هيمنة السوق الموازي على المشهد المالي:

الدولار الأمريكي: 3500 – 3660 جنيهًا (شراء)، و3550 – 3700 جنيهًا (بيع)

الريال السعودي: 933.333 – 976 جنيهًا (شراء)، و946.666 – 986.666 جنيهًا (بيع)

الدرهم الإماراتي: 953.67 – 997.27 جنيهًا

اليورو: 4069.76 – 4255.8 جنيهًا

الجنيه الإسترليني: 4666.6 – 4880 جنيهًا

الجنيه المصري: 73.8864 – 77.2640 جنيهًا

الدينار البحريني: 9210.52 – 9631.57 جنيهًا

الريال القطري: 961.538 – 1005.49 جنيهًا

الريال العُماني: 9200 – 9600 جنيهًا

الدينار الكويتي: 11290.32 – 11806.4 جنيهًا

هذه الفوارق بين المدن السودانية تُبرز غياب آلية مركزية للتسعير، وتحول السوق الموازي إلى الحاكم الفعلي للسياسة النقدية.

العملات الخليجية والأوروبية تواصل الصعود

الريال القطري تراوح بين 975 و1,016 جنيهًا، والدينار البحريني بين 9,210 و9,631 جنيهًا، فيما قفز الدينار الكويتي إلى 11,290 – 11,806 جنيهًا — وهي مستويات قياسية جديدة تؤكد انهيار القوة الشرائية للجنيه السوداني.

تقارير دولية: السودان “الأضعف نقديًا في المنطقة”

تقرير صندوق النقد الدولي لشهر أكتوبر 2025 صنّف السودان ضمن أكثر الدول هشاشة نقديًا، مشيرًا إلى تراجع احتياطات النقد الأجنبي بنسبة 82%، وانخفاض التحويلات الخارجية بـ 70% منذ بداية الحرب.

أما البنك الدولي، فأكد أن أكثر من 60% من البنوك السودانية متوقفة عن الخدمات الدولية، ما جعل السوق السوداء “نظامًا ماليًا موازيًا” بحكم الواقع.

تضخم مفرط ومعاناة متصاعدة

وفق تقديرات مراكز دراسات دولية، تضاعفت أسعار السلع الأساسية ثلاث مرات خلال عام واحد.

بلغ معدل التضخم أكثر من 400%، فيما فقدت الأسواق المحلية توازنها تمامًا بين العرض والطلب.

أصبح الدولار والريال والدرهم المرجع الوحيد للتسعير اليومي، في ظل غياب البنك المركزي وارتباك السياسات المالية.

غياب الإنقاذ… والاقتصاد في “المنطقة الحمراء”

الدعوات الدولية لإطلاق صندوق استقرار نقدي للسودان ما زالت معلقة، في ظل غياب التوافق السياسي بين أطراف النزاع.

ويحذر خبراء “باركليز كابيتال” من أن السودان يحتاج إلى إعادة هيكلة دين عاجلة وبرنامج إنقاذ متعدد الأطراف لتفادي الانهيار الكامل.

إلى أين يتجه الجنيه السوداني؟

مع استمرار الحرب وتفاقم الفوضى المالية، يبقى السؤال الأكبر:

هل يستطيع الجنيه السوداني استعادة عافيته؟

أم أن السوق الموازي سيبقى هو المتحكم الأوحد في مصير العملة والاقتصاد معًا؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى