الولاية الشمالية: الاستعدادات جارية لإنتاج القمح وتلبية احتياجات البلاد

متابعات – السودان الان – تعتبر الزراعة المصدر الاقتصادي الرئيسي في الولاية الشمالية، حيث يُعد الموسم الزراعي الشتوي الموسم الأهم، ويمثل محصول القمح المحصول النقدي والغذائي الأكثر أهمية في الولاية، بالإضافة إلى الفول المصري الذي تشتهر به منطقة السليم ويحقق رواجًا كبيرًا، حيث يُعتبر جزءًا أساسيًا من وجبات السودانيين. كما تلعب التوابل بأنواعها المختلفة دورًا مهمًا في هذا السياق. لذلك، تحظى الزراعة الشتوية باهتمام كبير من حكومة الولاية الشمالية ووزارة الزراعة والمحليات والمزارعين، إلى جانب المؤسسات التمويلية وشركات مدخلات الإنتاج، وكذلك الشركات العاملة في مجالات تحضير الأراضي وصيانة نظم الري.

إنتاج 750 ألف طن للامن الغذائي
أكملت الولاية الشمالية ترتيباتها لإنتاج 750 ألف طن من القمح خلال الموسم الشتوي، حيث تقرر بدء زراعة محصول القمح اعتبارًا من الخميس المقبل بإذن الله. يُتوقع أن يتم زراعة 205 ألف فدان من القمح ضمن المساحات المستهدفة والبالغة 520 ألف فدان للزراعة الشتوية في الولاية. وتشير تقارير من وكالة الأنباء السودانية (سونا) إلى أن جميع الترتيبات المتعلقة بالتمويل من البنك الزراعي، وتحضير الأراضي، وتطهير القنوات، وصيانة الطلمبات قد اكتملت، مع توفير التقاوي والسماد اللازمين لزراعة القمح باعتباره المحصول النقدي الرئيسي. وقد تزامنت هذه التحضيرات مع الحملات الإرشادية المتعلقة بزراعة القمح. وفي هذا الإطار، دعا والي الولاية الشمالية، الأستاذ عابدين عوض الله، خلال لقاءاته مع المواطنين والفعاليات المختلفة، إلى ضرورة التركيز على زراعة القمح، مشددًا على أهمية الولاية الشمالية في سد العجز المتوقع بسبب تراجع الزراعة في مناطق أخرى. وطمأن الوالي المزارعين بتوفر مدخلات الإنتاج اللازمة لزراعة المساحات المستهدفة، مؤكدًا قدرة الولاية على تلبية احتياجات البلاد من محصول القمح.

محلية دنقلا والتحديات الماثلة
تُعتبر محلية دنقلا من المحليات الرائدة في زراعة المحاصيل الشتوية، خاصة القمح والفول المصري والتوابل، حيث يُنتظر أن تزرع الولاية الشمالية 62 ألف فدان من القمح، وهو ما يمثل حوالي 30% من المساحات المستهدفة للزراعة. ولقاءً على استعدادات المحلية، أكد د. مكاوي الخير، المدير التنفيذي لمحلية دنقلا، اكتمال كافة الترتيبات، بما في ذلك تطهير القنوات في المشاريع الكبيرة مثل السليم وترعة الصالحين. وأشار إلى أن العمل جارٍ مع الجمعيات التعاونية الزراعية والشركات والمشاريع الاستثمارية. ولفت إلى أن نسبة تحضير الأراضي لمحصول القمح تجاوزت 50% من إجمالي المساحات المستهدفة، مؤكدًا توفر جميع مدخلات الإنتاج اللازمة لنجاح الموسم الزراعي والمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي. كما أشاد د. الخير بجهود الوالي ومساعيه المبكرة التي ساهمت في تحقيق الاطمئنان للمزارعين وتشجيعهم على الانخراط في الموسم الزراعي الشتوي، مشيرًا إلى أن محاصيل الفول المصري والتوابل تسجل نموًا جيدًا نتيجة لتوفر المدخلات الجوية المواتية.

خاتمة
في الختام، يظل الأمل معقودًا على نجاح الموسم الزراعي الشتوي الذي يُعتمد عليه بشكل كبير لسد العجز الناتج عن خروج العديد من المشاريع الكبيرة. نسأل الله تعالى أن يوفق الجميع في إنجاح هذا الموسم، فما التوفيق إلا من عنده.