متابعات – السودان الان – كشفت جلسة مجلس الأمن التي عقدت يوم الثلاثاء لمناقشة الأوضاع في السودان عن تباين كبير في وجهات النظر بين أعضاء المجلس بشأن كيفية التعامل مع قضية حماية المدنيين وتقديم المساعدات الإنسانية.
روسيا اتخذت موقفًا حازمًا ضد أي تدخل في الشؤون الداخلية للسودان، مؤكدة على ضرورة التركيز على وقف إطلاق النار أولاً. هذا الموقف الروسي قلل من احتمالية تمرير مشروع القرار الذي تقدمت به بريطانيا وسيراليون، والذي يتضمن اقتراح تشكيل “آلية امتثال” لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية.
انقسام في مجلس الأمن
عثمان فضل الله، رئيس تحرير مجلة “أفق جديد”، وصف الانقسام الذي حدث في الجلسة بأنه كان متوقعًا، حيث ظهر التباين بين مجموعة “1+2” (الجزائر، روسيا، والصين) وباقي أعضاء المجلس. وأكد فضل الله في حديثه لراديو دبنقا أن مجلس الأمن يعاني من انقسامات مستمرة في جميع القضايا الملحة، بما في ذلك الوضع في السودان.
وأشار فضل الله إلى أن الدول التي تتابع الأزمة السودانية منذ 2019، مثل بريطانيا والولايات المتحدة، قدمت تحذيرات جدية بشأن احتمال تفاقم الأوضاع في السودان، مع مخاوف من انزلاق البلاد إلى حالة من الفوضى التي يصعب التراجع عنها.
وأضاف أن الموقف الروسي في الجلسة يتناغم مع خطاب حكومة بورتسودان، لدرجة أن تصريحات المندوب الروسي بدت وكأنها تعبر عن وجهة نظر النظام السوداني السابق. وقال فضل الله: “لو كنت مكان المندوب السوداني، لاكتفيت بخطاب المندوب الروسي”.
تعاطي جدي مع الأزمة
رغم الانقسام، يرى فضل الله أن ما يبعث على الأمل هو أن غالبية أعضاء مجلس الأمن يتعاملون بجدية مع الوضع في السودان. وأضاف: “صحيح أن الخطوات المقبلة قد لا تلبي بالكامل تطلعات الشعب السوداني، لكن استمرار مناقشة القضية في المجلس وفهم العديد من الأعضاء لطبيعة المشكلة هو أمر إيجابي”.
وتوقع فضل الله ألا يتم تمرير مشروع القرار كما هو، مشيرًا إلى احتمال حدوث تعديلات على المشروع داخل مجلس الأمن، وذلك للتوصل إلى صيغة تدفع الجانبين إلى العودة لمفاوضات جدة وتضغط على الحكومة لفتح المعابر. وذكر أن حكومة بورتسودان قد بادرت بالإعلان عن فتح سبعة معابر وتمديد فتح معبر أدري.
موقف الجزائر والقرار المتوقع
أعرب فضل الله عن استيائه من موقف الجزائر، مشيرًا إلى أن القرار سيتم “تخفيفه أو إفراغه من مضمونه” في نهاية المطاف، وذلك بسبب المواقف الروسية والصينية إضافة إلى الموقف الجزائري.