مقالات الرأي

دارفور.. تطورات تعيد رسم المشهد في غرب السودان

متابعات -السودان الآن

تابعنا على الواتساب لمزيد من الاخبار

                           

دارفور.. تطورات تعيد رسم المشهد في غرب السودان

سقوط الفاشر يفتح نقاشًا واسعًا حول مستقبل الحرب وإدارة الدول

مقالات ذات صلة

بقلم أحمد عثمان جبريل

تشهد دارفور، وعلى وجه الخصوص مدينة الفاشر، تحولات ميدانية وسياسية متسارعة أعادت ترتيب المشهد العسكري والإنساني في غرب السودان. ويصف مراقبون سقوط المدينة بأنه نقطة تحول مهمة ستنعكس تأثيراتها على مسار الحرب والوضع الإنساني وعلاقة المكونات المحلية ببعضها.

وفق مصادر ميدانية، واجهت القوات المتواجدة داخل الفاشر حصارًا مطولًا أدى إلى تراجع الإمدادات وانقطاع الإسناد العسكري، ما أسهم في تغير موازين السيطرة داخل المدينة. ويشير محللون إلى أن الوضع العسكري تأثر كذلك بغياب حلول سياسية مصاحبة للعمل الميداني.

من جانب آخر، أثار انتشار تقارير عن انتهاكات ضد المدنيين في الفاشر والمنطقة المحيطة بها قلقًا واسعًا لدى منظمات دولية وإقليمية، التي طالبت بضرورة توفير ممرات إنسانية آمنة ووقف العمليات التي قد تؤدي إلى تدهور الوضع أكثر. وتشدد المنظمات على أن الوضع الإنساني بات يتطلب تدخلًا عاجلًا لمنع تفاقم الأزمة.

على المستوى السياسي، تتباين المواقف بشأن تقييم الموقف بعد سيطرة الدعم السريع على المدينة. فبينما تعتبره بعض الأطراف تحولًا عسكريًا مؤثرًا، ترى أخرى أن الخطوة تعكس تعقيدات المشهد الوطني وضرورة التوجه نحو تسوية شاملة توقف الحرب وتعيد هيكلة مؤسسات الدولة بعيدًا عن الصراعات الداخلية.

وفي ذات السياق، تستمر الدعوات المحلية والإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار وتهيئة بيئة تفاوض مستقرة، وسط مخاوف من اتساع دائرة النزاع إلى مناطق أخرى في غرب ووسط السودان.

ويرى مراقبون أن مستقبل دارفور مرتبط بمدى قدرة الأطراف على تبني مسار سياسي يحد من استخدام السلاح ويعزز دور المجتمعات المحلية في إدارة شؤونها، إضافة إلى ضرورة إعادة ترتيب مؤسسات الدولة على أسس مهنية ووطنية.

وتبقى الفاشر، بتاريخها وثقلها الاجتماعي، مدينة محورية في معادلة الاستقرار بدارفور، ما يجعل أي تطور فيها مؤثرًا بصورة مباشرة على كامل الإقليم وعلى المشهد السياسي السوداني عمومًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى