متابعات – السودان الان – أدت الحرب المستمرة في السودان منذ منتصف أبريل 2023 إلى فقدان حوالي 18% من الأسر لمصادر دخلها بالكامل، كما عجزت 70% من الأسر عن إرسال أطفالها إلى المدارس، وفقًا لدراسة حديثة أعدها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالتعاون مع المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية.
وتعكس الدراسة تأثيرات الحرب الاقتصادية والاجتماعية الكارثية، حيث أظهرت أن 31% من الأسر الحضرية قد نزحت، كما انخفضت فرص العمل بدوام كامل إلى النصف. بالإضافة إلى ذلك، تراجعت نسبة السكان القادرين على الوصول إلى الخدمات الصحية إلى أقل من 15% من مجمل السكان البالغ عددهم حوالي 48 مليون نسمة، نصفهم يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
وتنذر الدراسة بتفاقم الوضع الاقتصادي، حيث توقعت أن يتجاوز معدل البطالة 45% بحلول نهاية 2024، في ظل تدمير الاقتصاد وخروج أكثر من 60% من المؤسسات الإنتاجية عن الخدمة. كما صنفت الدراسة السودان بين أربع دول في العالم ذات أعلى معدلات انتشار لسوء التغذية الحاد، مع ما يقرب من نصف سكان المناطق الحضرية يعانون من انعدام الأمن الغذائي بمستوى معتدل إلى شديد.
وفي تعليق له، أكد خالد صديق، زميل الأبحاث في المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية، أن النزاع المستمر يزيد من تفاقم التحديات مثل انعدام الأمن الغذائي، مشيرًا إلى أن نسبة الأسر الحضرية التي كانت تتمتع بالأمن الغذائي قد تراجعت من 54% في عام 2022 إلى 20% فقط في الوقت الحالي. ورغم زيادة حصة السكان الذين يتلقون مساعدات خلال الصراع، لا يزال 76% من السكان لا يتلقون أي دعم.
وأشار لوكا ريندا، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في السودان، إلى أن التدخلات الإنسانية العاجلة وحدها لن تكون كافية. وأكد على أهمية تدابير طويلة الأجل تركز على التنمية وتعزز قدرة المجتمع على الصمود والتعافي.
من جهة أخرى، تدهورت الأوضاع الصحية بشكل كبير حيث انخفض الوصول إلى الخدمات الصحية من 78% إلى 15.5%، وخرجت 80% من المستشفيات عن الخدمة. وتشهد البلاد انتشارًا واسعًا للأوبئة مثل الحميات والإسهال المائي والكوليرا، مما أدى إلى مقتل الآلاف من الأشخاص في الأشهر الأخيرة.
وتشير تقديرات تقرير من كلية لندن للصحة والطب الاستوائي إلى أن نحو 61 ألف حالة وفاة سجلت بين أبريل 2023 ويونيو 2024، منها 26 ألف حالة بسبب العنف، بينما توفي البقية بسبب الجوع والأمراض التي كان من الممكن الوقاية منها.
وقالت الدكتورة ميسون دهب، الباحثة في الكلية، إن نتائج البحث تكشف عن التأثير الكبير للحرب على حياة السودانيين، خاصة فيما يتعلق بالأمراض القابلة للوقاية والمجاعة.