متابعات – السودان الان – أعلنت منظمة أطباء بلا حدود، يوم الاثنين، أن 16% من جرحى الحرب في جنوب العاصمة الخرطوم هم من الأطفال.
وتدفع الطفولة السودانية ثمن النزاع المستمر بشكل يومي، حيث يواجه الأطفال خطر الحرمان من التعليم، والنزوح، وعدم الاستقرار، بالإضافة إلى الإصابات والقتل، كما يتعرضون للتجنيد من قبل الأطراف المتحاربة.
وأوضحت المنظمة، في بيانٍ تلقت “سودان تربيون” نسخة منه، أنه منذ بداية العام الجاري، تم علاج طفل واحد من بين كل ستة مرضى مصابين في مستشفى بشائر التعليمي جنوبي الخرطوم، الذين تقل أعمارهم عن 15 عامًا.
وأشارت إلى أن العديد من الأطفال أصيبوا جراء الطلقات النارية والانفجارات والشظايا، في وقت أبدى فيه الأطباء قلقهم من زيادة عدد الأطفال الذين يصلون إلى المستشفى وهم يعانون من سوء التغذية الحاد.
وتعد منطقة جنوب الخرطوم، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع حاليًا، هي أول مكان نشب فيه النزاع في 15 أبريل 2023، وما زالت تشهد حتى اليوم اشتباكات وقصفًا جويًا عنيفًا.
ووفقًا للبيان، عالجت فرق أطباء بلا حدود وطاقم مستشفى بشائر أكثر من 4,214 مريضًا من إصابات ناتجة عن العنف، بما في ذلك الطلقات النارية والانفجارات، 16% منهم من الأطفال.
وأشار البيان إلى أن مستشفى بشائر، الذي يعد الوحيد العامل في جنوب الخرطوم، يفتقر إلى إمكانيات الجراحة المتقدمة، وذلك جزئيًا بسبب الحظر المفروض على إرسال الإمدادات الطبية منذ أكتوبر 2023، إضافة إلى صعوبة نقل المرضى خارج المنطقة بسبب تدمير الطرق وخطرها.
وأكدت المنظمة أن الإغلاقات المتكررة للمستشفى وصعوبة نقل الإمدادات الطبية تجعل من علاج إصابات الحروق الشديدة أمرًا غير ممكن.
وفي السياق ذاته، أعلن رئيس لجنة الطوارئ الصحية في ولاية الخرطوم، محمد إبراهيم، يوم السبت، أنه تم علاج 33 ألف جريح وإجراء 22 ألف عملية مجانية لاستخراج الأعيرة النارية منذ بداية النزاع.
كما أفادت أطباء بلا حدود بزيادة عدد الأطفال والنساء الحوامل الذين يعانون من سوء التغذية الحاد في مستشفى بشائر، وهو ما يشكل تهديدًا لحياتهم في غياب العلاج المناسب.
وأوضحت المنظمة أنه من بين 4,186 امرأة وطفلًا تم فحصهم بين 19 أكتوبر و8 نوفمبر 2024، كان أكثر من 1,500 يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد، و400 آخرين يعانون من سوء التغذية المعتدل.
وأظهرت دراسة حديثة أجرتها مجموعة أبحاث السودان في كلية لندن للصحة وطب المناطق الحارة أن أكثر من 61 ألف شخص لقوا مصرعهم في ولاية الخرطوم منذ اندلاع النزاع، مع تسجيل مقتل 26 ألف شخص منهم نتيجة العنف المباشر، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 50% مقارنة بمعدلات الوفيات قبل الحرب.
