متابعات – السودان الان – في السودان، أصبح الحصول على السيولة النقدية تحديًا يوميًا يعكس الانهيار الاقتصادي الحاد. تحول “الكاش” إلى مطلب نادر، وأصبح التعامل به جزءًا أساسيًا من معاناة المواطنين في ظل غياب النظام المصرفي.
“الكاش”.. رمز الأزمة الاقتصادية
تفاقمت أزمة السيولة، وتحول المال إلى عبء يثقل كاهل المواطنين، حيث ارتفعت تكلفة التعاملات النقدية وأصبحت الوسائل البديلة أكثر استغلالًا. تشهد الأسواق السودانية تشوهات مثل ارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه عند الدفع عبر التطبيقات المصرفية مقارنة بالكاش، إضافة إلى انتشار التعامل بالربا في تحويل الأموال.
“التحويلات البنكية”.. تجارة الجشع والعمولات
تحولت التحويلات البنكية إلى تجارة تتحكم فيها العمولات المرتفعة التي تتراوح بين 5% إلى 15%. يُجبر المواطنون على السفر لمسافات طويلة للوصول إلى مناطق تقدم خدمات مصرفية، ما يزيد من مصاريف النقل والاتصال.
قصص من الواقع: استغلال بلا حدود
يروي الصحفي نصر الدين عبد القادر حادثة من ولاية سنار، حيث عرض أحد التجار استبدال النقود الورقية بمبالغ عبر التطبيقات مع خصم 15% من القيمة. هذا المشهد أثار غضب المواطنين الذين طردوه، في تعبير عن رفضهم للجشع المتفشي.
عودة إلى المقايضة: حل اضطراري للبقاء
مع تفاقم الأزمة، عاد المواطنون في مناطق مثل دارفور وكردفان إلى أسلوب المقايضة، حيث يتم تبادل السلع مقابل أخرى، في مشهد يعكس الانهيار الاقتصادي وغياب البدائل الحديثة.
شلل النظام المصرفي وانهيار الخدمات
أغلقت نصف فروع بنك السودان المركزي، مما أدى إلى شلل تام في النظام المصرفي. وحتى في المناطق الآمنة، يواجه المواطنون صعوبة في الوصول إلى خدماتهم الأساسية، ما يعمق الأزمة ويزيد من معاناتهم.