رصد _ السودان الان _ مع سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، شهدت سوريا تحولات كبيرة شملت حتى رموزها الوطنية، وعلى رأسها العلم السوري. إذ بادر المعارضون منذ عام 2011 إلى رفع علم “الاستقلال” القديم، المعروف بـ”العلم الأخضر”، بدلاً من العلم الرسمي المعتمد للدولة، تعبيرًا عن رفضهم للنظام وارتباطه بحكم حزب البعث.
تاريخ العلم السوري:
علم الاستقلال (1932-1958): يتألف من ثلاثة خطوط أفقية بالألوان الأخضر والأبيض والأسود مع ثلاث نجوم حمراء في المنتصف. اعتمد هذا العلم بعد استقلال سوريا عن الانتداب الفرنسي، وظل رمزًا للسيادة حتى عام 1958.
علم الوحدة مع مصر (1958-1961): تم تغييره بعد قيام الجمهورية العربية المتحدة، حيث أُضيفت نجمتان خضراوان ترمزان لسوريا ومصر.
العلم الحالي (1980-الآن): اعتمد بشكل رسمي بعد انقلاب حزب البعث عام 1963، ويرتبط في أذهان المعارضين بحكم عائلة الأسد وسياسات حزب البعث.
العلم كرمز للانقسام:
مع اندلاع الاحتجاجات في 2011، بدأ المعارضون برفع علم الاستقلال القديم، الذي أصبح يُعرف بـ”علم الثورة”، معتبرين أنه يمثل الحرية والسيادة، بينما ارتبط العلم الحالي في نظرهم بالديكتاتورية. في المقابل، يرى الموالون للنظام أن العلم الأخضر يُرمز لفترة الانتداب الفرنسي، مما يجعله مرفوضًا من قِبلهم.
أبعاد الرموز في الألوان والنجوم:
وفق موسوعة بريتانيكا، تشير ألوان العلم الأربعة (الأخضر، الأحمر، الأبيض، الأسود) إلى الأسر الحاكمة الكبرى في التاريخ العربي:
الأخضر للأمويين.
الأبيض للعباسيين.
الأسود للفاطميين.
النجوم الحمراء تمثل المناطق السورية الرئيسية: دمشق، حلب، ودير الزور.
الصراع على رمزية العلم:
المعارضون: يعتبرون العلم الأخضر رمزًا لاستقلال البلاد من الاستعمار، ووسيلة لإعادة إحياء هوية سوريا قبل سيطرة البعث.
الموالون للنظام: يرون أن العلم الحالي هو الرمز الشرعي للدولة، ويمثل وحدة الأراضي السورية، بينما يرفضون العلم الأخضر باعتباره يعيد البلاد إلى حقبة الاستعمار.
الجماعات المتشددة: رفضت كلا العلمين، واعتمدت أعلامًا سوداء كرمز لأيديولوجياتها الدينية.
التغييرات الشكلية:
رغم تبني المعارضة للعلم الأخضر، أجرت عليه تغييرًا طفيفًا في عام 2012، حيث عدلت نسبة العرض إلى الارتفاع من 1:2 إلى 2:3، لتتناسب مع الأبعاد الحديثة للأعلام الدولية.
نقطة انقسام وطني:
منذ اندلاع الأزمة السورية، أصبح العلم رمزًا للانقسام السياسي بين المعارضة والنظام، حيث بات لكل طرف علمه الذي يعبر عن هويته ورؤيته لسوريا المستقبل.