المنوعات والثقافة

استنساخ الحيوانات المنقرضة: علماء يابانيون على أعتاب إنجاز تاريخي

متابعات -السودان الان

تابعنا على الواتساب لمزيد من الاخبار

                           

متابعات -السودان الان – تمكن العلماء في جامعة كينداي اليابانية لأول مرة من إنشاء نواة خلوية اصطناعية داخل بويضة فأر حية، وذلك عن طريق حقن الحمض النووي النقي بدلاً من الحيوانات المنوية. تُعد النواة مكوناً أساسياً في الخلية، حيث تشرف على العديد من العمليات الحيوية مثل تضاعف الحمض النووي ونسخ الجينات. إلا أن العلماء ما زالوا يسعون لفهم آليات تشكل النواة واكتسابها وظائفها الحيوية.

في دراسة حديثة نُشرت في دورية “جينز تو سيلز”، لم يكتفِ الباحثون بإعادة إنتاج الهيكل المادي للنواة فحسب، بل أثبتوا أن النواة الاصطناعية يمكنها أداء وظائفها الحيوية، مما يشكل إنجازاً علمياً كبيراً.

كيف تمت الخدعة؟

كازو ياماجاتا، الباحث في علم أحياء النمو بجامعة كينداي وقائد الفريق البحثي، أشار في حديثه مع الجزيرة نت إلى أن هذا البحث يمثل أول محاولة ناجحة لتكوين نواة اصطناعية داخل بويضة حية من ثدييات. في التجربة، تم حقن الحمض النووي في بويضات فأر لاستكشاف قدرة هذه المادة الوراثية على تشكيل نواة تعمل مثل النواة الطبيعية. النتائج كانت مبشرة، إذ تشكلت نواة محاطة بغشاء نووي يحتوي على مجمعات المسام النووية، مما يساعد في العمليات الحيوية الضرورية.

وفقاً لياماجاتا، أظهرت التجارب السابقة باستخدام مستخلصات بيض الضفادع أن عدة بروتينات وجزيئات تلعب دوراً في تكوين نواة الخلية الأولى بعد الإخصاب. وتبيَّن أن العوامل الفيزيائية والكيميائية مثل طول الحمض النووي وتركيزه والتوقيت المناسب للحقن تؤثر بشكل حاسم على نجاح التكوين.

اكتشافات رئيسية

من أبرز الاكتشافات في الدراسة، هو كيفية تجميع بروتينات “الهستونات” حول الحمض النووي لتشكيل “النوكليوسوم”، وهو الوحدة الأساسية للكروموسوم. هذه العملية تلعب دوراً مهماً في تنظيم العمليات الخلوية. لأول مرة، تمكن العلماء من تحقيق هذا التكوين داخل بويضة ثديية تم حقنها بحمض نووي نقي.

أهمية التوقيت

توقيت حقن الحمض النووي كان له دور كبير في نجاح التجربة. أوضح ياماجاتا أن تكوين النواة الاصطناعية تم بنجاح عندما تم حقن الحمض النووي خلال مراحل محددة من دورة الخلية، مثل الطور الانقسامي أو الطور النهائي. في المقابل، فشلت العملية عندما تم الحقن في مراحل أخرى.

استنساخ الحيوانات المنقرضة؟

على الرغم من هذا التقدم الكبير، فإن الباحثين لا يتوقعون تطبيقات فورية في مجالات مثل الطب أو التكنولوجيا الحيوية. ومع ذلك، يعتبر هذا البحث خطوة نحو تحقيق تقدمات في مجالات مثل استنساخ الحيوانات المنقرضة أو حتى خلق حياة اصطناعية.

ويشير ياماجاتا إلى أن هناك حاجة إلى تقدم كبير في الهندسة الوراثية قبل تحقيق هذه الأهداف. ورغم ذلك، فإن هذه الأهداف ما زالت بعيدة المنال في الوقت الحالي.

لا تواجه هذه الدراسة تحديات أخلاقية كبيرة كونها تركز على العمليات الخلوية، لكن مع التقدم المستقبلي في هذا المجال، قد تبرز قضايا أخلاقية تتطلب المراجعة والبحث.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى