متابعات – السودان الان – رغم الخسائر الكبيرة التي تعرضت لها شركات الطيران السودانية جراء الحرب التي اندلعت في أبريل من العام الماضي، والتي أدت إلى فقدان نحو 70% من أسطولها بالإضافة إلى أصول أخرى، تمكنت هذه الشركات من التكيف مع الأزمة للعام الثاني على التوالي. فقد نجحت في الحفاظ على تواصل السودان الجوي مع العالم، وهو ما يُعتبر إنجازًا في ظل الظروف الصعبة.
ورغم الانتقادات التي توجه إليها بخصوص ارتفاع أسعار التذاكر، تكشف المعطيات أن الشركات تعمل في ظروف استثنائية تختلف تمامًا عما كانت عليه الأمور في الخرطوم. فقد واصل تحليق شركات سودانير، بدر، وتاركو إلى أكثر من 12 وجهة دولية بانتظام خلال هذا العام، مما أسهم في تسهيل حركة الركاب والبضائع. ويؤكد استمرار تشغيل هذه الشركات في ظل الأوضاع الصعبة أن السودان يمتلك قاعدة قوية في قطاع الطيران، قادرة على التكيف مع التحديات والصمود أمام التقلبات.
ويبدو أن هذا القطاع ما يزال يشهد جذبًا من قبل رجال الأعمال السودانيين، الذين فضلوا استثمار أموالهم داخل البلاد رغم التحديات العديدة. وفي هذا السياق، كشفت مصادر عن تقديم ثلاث شركات طيران سودانية جديدة أوراقها لسلطات الطيران المختصة لاستكمال إجراءات الحصول على تراخيص التشغيل، بعد استيفائها للشروط المطلوبة. ويتوقع أن تتمكن هذه الشركات من الحصول على ترخيص التشغيل حال توفير جميع الشروط اللازمة.
مع إضافة الشركات الثلاث إلى أسطول الطيران السوداني، بالإضافة إلى العودة المرتقبة لشركة صن إير، سيرتفع عدد شركات الطيران الوطنية إلى سبع شركات. وهذا سيوسع خيارات المسافرين، ويحسن جودة الخدمات، ويقدم عروض تذاكر تنافسية، مما يصب في مصلحة المواطنين. كما يعكس ذلك قدرة السودان على التعافي السريع من آثار الحرب، لا سيما في قطاع الطيران المدني.