اخبار السودان

صمتٌ لاسلكي.. كيف انهار دفاع مدينة الفاشر بعد انقطاع الاتصالات

متابعات -السودان الآن

تابعنا على الواتساب لمزيد من الاخبار

                           

صمتٌ رقمي يفتح الباب لسقوط المدينة

صمتٌ لاسلكي.. كيف انهار دفاع مدينة الفاشر بعد انقطاع الاتصالات

متابعات – السودان الآن – شهدت دفاعات مدينة الفاشر انهيارًا حادًا إثر انقطاع واسع لأنظمة الاتصالات بين 24 و26 أكتوبر، بحسب تحقيق ومقابلات نقلها تقرير لموقع “ميدل إيست آي”. أفاد جنود وقادة من القوات المسلحة والقوات المشتركة أن أجهزة الثريا واللاسلكي وأجهزة موتورولا أصبحت غير صالحة فجأة في 26 أكتوبر، ما قطع صلة غرفة العمليات بالقيادة في الخرطوم وبالقوات المتمركزة على خطوط المواجهة، وأدّى إلى ارتباك واسع وعجز عن تنسيق الهجوم المضاد المخطط له في 21 أكتوبر.

قال عناصر من القوات المشتركة إن التشويش على الاتصالات، الذي اتُهمت دول وتقنيات مرافقة للدعم السريع باستخدامها، كان عاملاً حاسمًا في عزل الوحدات وإضعاف قدرتها على الاستجابة والتنسيق، مما سهّل دخول الدعم السريع إلى مواقع حساسة داخل المدينة وإحكام السيطرة على أجزاء منها. وإنكار قادة من الطرف المحمي لوجود أي صفقة للانسحاب لم يغير من صورة الانسحاب الفوضوي الذي رصده مقاتلون وفرّ منه مدنيون، بينما تعرّض آخرون للقتل أثناء القتال أو الانسحاب.

مقاتلون تحدثوا عن خطة مضادة استُعدت في 21 أكتوبر لاستدراج قوات الدعم السريع إلى كمين داخل مقر الفرقة السادسة، لكن انقطاع الاتصالات المفاجئ أعاق تنسيق الهجوم المضاد وسمح للدعم السريع بالتقدّم على عدة محاور، وفقًا لوصف شهود ميدانيين. وأضافت المصادر أن بعض قادة المعركة خرجوا من المدينة عقب اجتماع تقييم أُجري في جامعة الفاشر، وأن إخراج القيادات تم أولًا مع تسليم قرار سحب الأسلحة الثقيلة والمعدات العسكرية الرئيسية، بينما بقي عدد من الجنود في المواقع دون تلقي أوامر واضحة.

مصادر تقنية أكدت سقوط خدمات الهاتف المحمول والإنترنت مناطق دارفور وكردفان خلال الفترة المشار إليها، وذكر خبيرون ميدانيون أن شبكات ستارلينك تعرضت للتشويش في أيام سبقت سيطرة الدعم السريع، فيما وردت تقارير مصوّرة وصور أمكن تداولها عبر الإنترنت تُظهر معدات تشويش وأجهزة مضادة للطائرات المسيرة، وادّعت جهات متحدثة أن بعض هذه التقنيات وفّرتها جهات خارجية إلى الدعم السريع. وأكدت المعلومات المنشورة أن الدعم السريع استخدم طائرات مسيّرة متقدمة خلال الهجوم، لكن التشويش على الاتصالات كان العامل الأكثر تأثيرًا في تفكك خطوط الاتصال والقيادة لدى المدافعين.

أوصفت المصادر دفاعات المدينة بأنها مؤلفة من أربعة مستويات: متاريس وخنادق على خط المواجهة، قوات خاصة ونفقية للهجوم والكمائن، قواعد ومحاور احتياطية محصنة، ووحدات دبابات ومدفعية مع مشغّلي طائرات بدون طيار. ورغم التكتيكات الناجحة السابقة التي اعتمدت على استدراج قوات الدعم السريع إلى كمائن داخل قواعد ومدن، فإن انقطاع الاتصالات أفقد المدافعين القدرة على تكرار نجاحاتهم، وأدّى إلى خسائر بشرية وميدانية كبيرة قبل أن تُحسم السيطرة على بعض أحياء الفاشر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى