مقالات الرأي

زواج السوداني من المصرية… حين يتجاوز الحب حدود الجغرافيا

متابعات -السودان الآن

تابعنا على الواتساب لمزيد من الاخبار

                           

زواج السوداني من المصرية… حين يتجاوز الحب حدود الجغرافيا

في زمن تتعقّد فيه العلاقات الإنسانية وتثقل كاهل الزواج بالأعراف والتكاليف والضغوط الاجتماعية، تبرز بعض التجارب التي تستحق التوقف عندها، لا بوصفها ظواهر استثنائية، بل كنماذج واقعية تعيد تعريف معنى الزواج ذاته.

ومن بين هذه التجارب، يلفت الانتباه نجاح العديد من حالات زواج السودانيين من مصريات، وهي زيجات كثيرًا ما تُبنى على القناعة والود والتفاهم قبل أي اعتبار آخر.

كثير من السودانيين الذين خاضوا هذه التجربة يرددون عبارة واحدة بتلقائية صادقة:

«كان أفضل قرار في حياتي»

وهي شهادة لا يمكن تجاهلها أو التقليل من دلالتها.

اللافت في هذه الزيجات ليس الجنسية، بل القيم المشتركة التي تُبنى عليها العلاقة. فالمصرية، في كثير من النماذج، تتمتع بقدر كبير من الحنان العفوي، وتعرف كيف تكون شريكة حياة لا مجرد زوجة. تتعامل مع الرجل بوصفه إنسانًا له مشاعر وهموم، قبل أن يكون مطالبًا بدور أو مسؤولية.

كما أن الاهتمام بالبيت وتفاصيله، وصناعة الدفء الأسري، عنصر أساسي في هذا النجاح. فالبيت لا يُدار فقط بالجدران والأثاث، بل بالروح التي تُبث فيه، وبالإحساس الذي يجعل الرجل يعود إليه مطمئنًا، لا هاربًا من تعب الحياة.

ولا يمكن إغفال خفة الروح والقدرة على تخفيف الضغوط اليومية. فالضحكة الصادقة، والكلمة الطيبة، والموقف الإيجابي، أحيانًا تكون أقوى من أي حلول مادية. وهنا يظهر أثر الشراكة الحقيقية، حيث لا يُترك أحد الطرفين وحيدًا في مواجهة الأعباء.

إضافة إلى ذلك، تتميز كثير من المصريات بذكاء اجتماعي واضح؛ يعرفن كيف يتعاملن مع الأهل والمحيط، وكيف يحققن التوازن بين القرب والاحترام، وبين الحفاظ على الشخصية والاندماج في العائلة، دون افتعال أو تصنع.

ومع ذلك، من الخطأ اختزال نجاح هذه الزيجات في طرف واحد. فالزواج الناجح هو نتاج انسجام متبادل، واحترام، وقدرة على الاحتواء من الجانبين. وما يجمع بين السوداني والمصرية في كثير من الحالات هو التقارب الثقافي، والتشابه في القيم الأسرية، وتقديس معنى العِشرة والبيت.

في النهاية، تبقى الحقيقة الأهم:

الزواج لا يُقاس بالجنسية، ولا بالمنشأ، بل بطيبة القلب، وحسن المعشر، والقدرة على أن تكون سندًا قبل أن تطلب السند.

ومن يجد الإنسان الذي يفهمه ويقدّره ويشاركه الحياة بصدق، لا ينبغي له أن يلتفت إلى أحكام الناس أو تصنيفاتهم الضيقة.

فالزواج شراكة عمر…

وكل شراكة صادقة تستحق الاحترام، أيًا كانت خارطة الوطن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى