متابعات – السودان الان – بعد أكثر من 18 شهرًا من الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، شهدت تجارة تهريب الذهب على الحدود بين السودان ومصر نموًا كبيرًا. وتعد هذه التجارة جزءًا من شبكة جرائم منظمة ممتدة عبر الحدود، حيث تشارك فيها عشرات الآلاف من الأفراد من السودان ومصر ودول أخرى.
تنتشر مناطق تعدين الذهب في مصر، حيث يوجد نحو 125 منطقة تعدين تقليدية في جنوب البلاد، خصوصًا في منطقة النوبة، إلى جانب الذهب الموجود في الصحراء الشرقية، التي تمتد عبر 223,000 كيلومتر مربع شرق نهر النيل وساحل البحر الأحمر. الشركات الرئيسية في هذا المجال تشمل شلاتين المملوكة للدولة، إلى جانب شركتي حمش مصر والسكري التابعتين لشركة سنتامين الدولية.
تشهد المناطق الحدودية نشاطًا مكثفًا، حيث يتم فتح مناطق جديدة لاستخراج الذهب، خاصة في محافظة أسوان المصرية التي شهدت مؤخرًا فتح أكثر من 10 مناطق تعدين من قبل عمال محليين. من ناحية أخرى، توسعت مناطق التعدين في ولايات البحر الأحمر والشمالية ونهر النيل في السودان منذ بداية الحرب في أبريل 2023، خاصة في المناطق القريبة من الحدود المصرية.
إلى جانب التنقيب، يشهد تهريب الذهب ازديادًا، حيث يقوم المهربون بنقل الذهب من السودان إلى مصر عبر طرق سرية. يتم إخفاء الذهب في الملابس أو على أجساد المهربين، وتختلف أساليب التهريب حسب الكميات المهرّبة. وتُتهم السلطات المصرية بتجاهل هذه الأنشطة غير القانونية رغم تصاعدها.
وفي سياق تعزيز احتياطياتها من الذهب، استهدفت مصر زيادة إنتاج الذهب، حيث ارتفعت احتياطياتها من الذهب في 2023 إلى 126 طنًا، مسجلة أعلى مستوى تاريخي لها. كما سعت الحكومة لتشجيع الاستثمارات في هذا القطاع من خلال إصدار تشريعات جديدة. رغم هذه الجهود، بقيت العائدات محدودة، حيث بلغت 65 مليون دولار في ثلاث سنوات حتى عام 2023.
تشير التقارير إلى أن الأسعار في مصر مرتفعة بشكل ملحوظ مقارنة بالأسواق العالمية، مما جعل الذهب السوداني يحظى بشعبية كبيرة في مصر.