متابعات – السودان الان – مرافقًا إحدى رحلات تهريب اللاجئين السودانيين، وثّق مراسل “دارفور24” تفاصيل رحلة شاقة امتدت لثلاثة أيام من مدينة بورتسودان إلى الحدود المصرية، حيث واجه اللاجئون الموت أكثر من مرة.
ظروف قاسية وواقع مؤلم
مع استمرار الحرب في السودان، أُجبر الملايين على الفرار من منازلهم عبر طرق تهريب محفوفة بالمخاطر، بحثًا عن مأوى آمن في دول الجوار، خاصة مصر، التي تُعد من أكثر الدول استقبالًا للاجئين السودانيين.
ورغم أن التهريب يُعد قانونيًا “هجرة غير شرعية”، إلا أنه بات الخيار الوحيد أمام السودانيين، نتيجة إيقاف تأشيرات الدخول، وارتفاع تكلفتها، وطول فترة الانتظار أمام القنصليات.
“محطة التهريب” في بورتسودان
في السوق الشعبي ببورتسودان، تتكدس عشرات سيارات “البكاسي” التي تُعرف بأنها وسيلة التهريب الرئيسية. يعرض السائقون ووسطاؤهم مزايا رحلاتهم، لكن الواقع يكشف أن الرحلة تستغرق أيامًا، في ظروف قاسية ومخاطر متعددة.
المخاطر على الطريق
تتعرض قوافل التهريب لتهديدات حرس الحدود المصري، قطاع الطرق المسلحين المعروفين بـ”الرباطة”، بالإضافة إلى احتمال التوهان في التضاريس الصحراوية. وتُكدّس السيارات بأكثر من 20 شخصًا، رغم المساحات الضيقة، مع فرض أسعار مرتفعة تتراوح بين 200-400 ألف جنيه سوداني للفرد.
رحلة شاقة وتضاريس قاسية
تنطلق السيارات شمالًا بمحاذاة ساحل البحر الأحمر، مرورًا بعدة بوابات تابعة للقوات السودانية، حيث يُدفع المال مقابل السماح بالمرور. وبعد 6 ساعات من السير على طريق معبّد، تنعطف القافلة نحو تضاريس جبلية وعرة، لتواصل الرحلة في أجواء موحشة، وسط قصص عن قطاع الطرق والاشتباكات.
لحظة توهّان
في إحدى المراحل، سلك السائقون طريقًا خاطئًا، ليكتشفوا لاحقًا أنهم في منطقة مجهولة. بعد العودة للنقطة الأصلية، استأنفوا الرحلة عبر المسار الصحيح، حتى وصلوا إلى سوق “الرتج” الحدودي، حيث يُمارَس التهريب بين السودان ومصر.
ملاذ أخير
على الرغم من المخاطر، لا تزال رحلات التهريب تستقطب مئات السودانيين يوميًا، في مشهد يعكس حجم المعاناة والبحث عن الأمان.