
متابعات – السودان الان – بدأ القائد العام للقوات المسلحة السودانية، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، جولة في دول غرب أفريقيا، بدأت من مالي. ويرى المحللون أن البرهان يسعى إلى التأثير على هذه الحكومات وتحذيرها من خطر امتداد الحرب إلى أراضيها، مع محاولة إقناعها بأهمية التحالفات الأمنية بين السودان ودول مجموعة الساحل لتعزيز الاستقرار الإقليمي.
ركزت زيارة البرهان على التعاون العسكري، حيث شملت مالي، غينيا بيساو، موريتانيا، السنغال، وسيراليون، في ظل العزلة الدولية التي يعيشها السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.
أوضح الرئيس الانتقالي المالي، عاصيمي غويتا، خلال لقائه البرهان في باماكو، أن هناك جهات تسعى لزعزعة أمن السودان بسبب موارده الطبيعية، كما أكد وجود تهديدات إرهابية تهدد استقرار بلاده، مشددًا على ضرورة توحيد الجهود لمواجهتها.
وتشير مصادر إلى أن البرهان ناقش مع غويتا إمكانية تشكيل تحالف أمني مع مجموعة الساحل التي تضم مالي، النيجر، وبوركينا فاسو، محذرًا من انتقال التهديدات الأمنية خارج حدود السودان. كما تناول البرهان دور فصائل الجيش الشعبي السوداني، التي أُنشئت ككيان داعم له، في تدريب بعض المجموعات المسلحة في القارة الأفريقية.
ويرى المحلل النيجيري أمادو كوديو أن التعاون الأمني والعسكري بين السودان ومالي يمثل قضية حاسمة للمنطقة، مشيرًا إلى تقارب البلدين مع موسكو، الذي أثار قلق الدول الغربية بسبب تأثيراته الجيوسياسية.
وفي ظل الانفتاح على روسيا، تسعى كل من السودان ومالي إلى كسب دعم جديد للتصدي للضغوط الغربية، لكن هذه الخطوة تحمل مخاطر كبيرة، خاصة مع توجه الخرطوم لتعزيز علاقتها مع موسكو وتنفيذ استراتيجياتها في أفريقيا.
يعتقد بعض المراقبين أن زيارة البرهان قد تمهد لتشكيل محور جديد بين القادة العسكريين في السودان ومالي وغينيا بيساو، وهو ما يثير مخاوف العواصم الغربية بشأن مصالحها في المنطقة.
ورغم التركيز على التحالفات العسكرية والسياسية، تبقى معاناة الشعوب في السودان ومالي، التي تتطلع إلى الأمن وتحسين المعيشة، قضية مغيبة عن الأولويات. يظهر أن السلطات العسكرية في البلدين تركز على تعزيز نفوذها واستمرار حكمها، ما يجعل الانتقال إلى السلطة المدنية أمرًا بعيد المنال، ويزيد من التوترات الداخلية.