ازدواجية المواقف السودانية بين السيادي والخارجية بشأن بيان الرباعية
متابعات -السودان الآن

ازدواجية المواقف السودانية بين السيادي والخارجية بشأن بيان الرباعية
في مشهد يعكس عمق التباينات داخل مؤسسات الدولة السودانية، ظهر تضارب واضح بين موقف مجلس السيادة الانتقالي ووزارة الخارجية تجاه المبادرة الرباعية الدولية الأخيرة حول السودان
موقف مجلس السيادة: إدانة واتهام مباشر
أصدر مجلس السيادة بياناً شديد اللهجة الأحد، اعتبر فيه الهجمات التي نفذتها قوات الدعم السـ.ريع على:
محطة أم دباكر لتوليد الكهرباء،
مستودعات الوقود بولاية النيل الأبيض،
مطار كنانة المدني،
بمثابة رد مباشر على دعوات الرباعية الدولية للتهدئة، مؤكداً أن تلك العمليات تعكس تحدياً سافراً للمجتمع الدولي، واستهدافاً مباشراً للبنية التحتية المرتبطة بحياة المواطنين
وأضاف المجلس أن الحرب التي تخوضها قوات الدعم السـ.ريع “موجهة ضد الشعب السوداني نفسه”، مشدداً على أن قرار المصير سيبقى حصراً بيد السودانيين بعيداً عن أي وصاية خارجية
موقف وزارة الخارجية: تحفظ وتحذير من التدخل
في المقابل، جاء بيان وزارة الخارجية – قبل ساعات من بيان السيادي – ليعكس نهجاً أكثر تحفظاً، حيث أكدت أن:
تحقيق السلام مسؤولية وطنية خالصة
الشعب السوداني هو الجهة الوحيدة المخوّلة بتحديد شكل الحكم عبر التوافق الداخلي
الترحيب بالجهود الدولية مشروط بعدم المساس بالسيادة الوطنية
ورغم إشارتها لأهمية أي دعم دولي يسهم في إنهاء الحرب، إلا أن الخارجية شددت على أن أي مبادرة يجب أن تراعي المصالح العليا للسودان دون إملاءات أو وصاية خارجية
تباين المواقف: ارتباك أم تنوع أدوار؟
هذا التناقض بين المؤسستين الرسميتين – السيادي والخارجية – يعكس حالة من الارتباك في التعاطي مع المبادرات الدولية، حيث اتهم السيادي الدعم السـ.ريع بتحدي الرباعية، بينما وجّهت الخارجية انتقادها للمجتمع الدولي نفسه لعجزه عن إلزام المليشيا بتنفيذ قرارات مجلس الأمن
◼️ سياق الأزمة المستمرة
يأتي هذا الجدل في ظل:
دخول الحرب عامها الثالث دون بوادر تسوية
تصاعد الأزمة الإنسانية بصورة غير مسبوقة
استمرار الضبابية في الموقف الرسمي بين رفض التدخلات الخارجية والمطالبة بتدخل دولي فاعل