
أطفال ونساء في جحيم الحرب.. الضحايا الصامتون
لا أحد يدفع ثمن الحرب أكثر من الأطفال والنساء ففي كل مرة يعلو فيها صوت السلاح، يخفت صوت الطفولة، وتغيب ضحكات الصغار لتحل محلها صرخات الخوف والجوع والتشرد
الحرب في السودان لم تقتصر على ميادين القتال ولا على الأطراف المتصارعة؛ بل تسللت إلى تفاصيل الحياة اليومية، لتضع النساء والأطفال في مواجهة مباشرة مع الفقر والمرض وانعدام الأمان. آلاف الأطفال وجدوا أنفسهم بلا مقاعد دراسية، يحملون على أكتافهم أعباء النزوح والاغتراب بدل الحقيبة المدرسية، وأمهات يكابدن في مراكز الإيواء من أجل لقمة تسد رمق الصغار، أو جرعة دواء تنقذ حياة مريض
المشهد الإنساني مؤلم؛ نساء يفترشن الأرض مع أطفالهن في محطات النزوح، ينتظرن معونات قد تصل وقد لا تصل، فيما تنهش أمراض سوء التغذية والأوبئة أجساد الصغار. هذه الصورة لا تعكس فقط مأساة آنية، بل تنذر بجيل كامل مهدد بالضياع، جيل محروم من التعليم، من الاستقرار النفسي، ومن أبسط حقوق الطفولة
الحرب لا تعرف الرحمة، لكنها تكشف حجم الفراغ الإنساني حين يغيب الضمير الجمعي. المجتمع الدولي قد يكتفي بالبيانات، لكن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق السودانيين أنفسهم، قادةً ونخباً ومجتمعاً، لوقف هذا النزيف الإنساني قبل أن يتحول الوطن إلى مقبرة للأحلام ومستقبل الأطفال
إن إنقاذ النساء والأطفال ليس ترفاً إنسانياً، بل هو واجب أخلاقي ووطني. فالأوطان تبنى بالعقول المتعلمة والأجساد السليمة، لا باليتامى والجرحى والمشردين