
ذهب خارج القانون مصنع عشوائي ثير جدلاً في الشمالية
أغلقت السلطات المحلية في مدينة وادي حلفا، بالولاية الشمالية، مصنعًا عشوائيًا للتعدين عن الذهب بعد اكتشاف احتوائه على أحواض ترسيب ومواد كيميائية خطرة، أبرزها السيانيد، على مقربة من مناطق سكنية، ما أثار قلقًا واسعًا لدى الأهالي بشأن المخاطر الصحية والبيئية
شبكة سرية واستخراج 20 كيلوغرامًا
بحسب مصادر من غرفة الطوارئ، أنشأت مجموعة مجهولة المصنع بشكل سري، ونجحت في استخراج ما يقارب 20 كيلوغرامًا من الذهب دون أي إشراف أو ترخيص رسمي من وزارة المعادن. ورغم المداهمة الأمنية، انسحبت الجهة المنفذة وسحبت معداتها قبل وصول السلطات، ما دفع الحكومة المحلية لتقييد البلاغ ضد مجهول، وهو ما أثار موجة انتقادات شعبية
منشأة بدائية ومخاطر جسيمة
المصنع أغلق بعد أن تبيّن احتواؤه على أحواض ترسيب بدائية لا تراعي معايير السلامة، إضافة لاستخدام السيانيد شديد السمية، الذي يهدد حياة السكان والبيئة المحيطة. وأوضح مواطنون أن الموقع يبعد نحو 3 كيلومترات فقط عن المدينة، ما يزيد من خطورته
رفض أهلي وضغط شعبي
المجلس الأعلى لأهالي وادي حلفا أصدر بيانًا في 16 سبتمبر 2025، رفض فيه قيد البلاغ ضد مجهول، وطالب بفتح تحقيق شفاف لتحديد المتورطين ومحاسبتهم. وأكد أن المصنع ظل يعمل لأشهر طويلة، ما يثير تساؤلات حول دور الأجهزة الأمنية وقدرتها على الرقابة
سباق الذهب والفوضى الأمنية
تأتي الحادثة في سياق سباق محموم للسيطرة على مناجم الذهب في السودان، لاسيما في الشمال والشرق، حيث تفرض مجموعات مسلحة سيطرتها على بعض مناطق التنقيب بوضع اليد. ويرى خبراء أن هذه الفوضى تعمّق الأزمات البيئية والأمنية، وتعرقل بناء نظام قانوني مستدام لإدارة الموارد الطبيعية.د
الخلاصة:
القضية تكشف هشاشة الرقابة وضعف سيطرة الدولة على قطاع التعدين، في وقت تتزايد فيه المخاطر البيئية والاتهامات بوجود تواطؤ أو تغاضٍ رسمي