اخبار السودان

الأحلام تتصدم بالواقع..الوضع المعيشي في الخرطوم

متابعات -السودان الآن

تابعنا على الواتساب لمزيد من الاخبار

                           

الأحلام تتصدم بالواقع..الوضع المعيشي في الخرطوم

لم تدم فرحة العودة إلى العاصمة السودانية الخرطوم طويلاً، إذ وجد كثير من السودانيين العائدين إليها أنفسهم في مواجهة واقع معيشي وأمني وصحي بالغ الصعوبة، دفع بعضهم إلى مغادرتها مجدداً في موجة نزوح عكست عمق الأزمة التي تعصف بالمدينة

أزمة الإيجارات والغلاء

تشهد أسواق العقارات في الخرطوم انفلاتاً غير مسبوق في أسعار الإيجارات

الأحياء الشعبية: تتراوح الأسعار بين 150 – 350 ألف جنيه سوداني

الأحياء الراقية: تبدأ من 400 ألف وتصل إلى 800 ألف جنيه

ويُرجع أصحاب العقارات هذا التصاعد إلى انهيار العملة السودانية وارتفاع أسعار مواد البناء والسلع الاستهلاكية، ما جعل الاستقرار في العاصمة حلماً بعيد المنال حتى للعائدين من الخارج

مأساة صحية متفاقمة

الوضع الصحي لا يقل قسوة عن المعيشي، حيث تشهد الخرطوم انتشاراً واسعاً للأوبئة:

الملاريا وحمى الضنك تضرب السكان

تفشي البعوض والذباب في ظل غياب حملات وقائية فعالة

ووفق شهادات مواطنين، فإن الخروج ليلاً بات مخاطرة، مع غياب الإجراءات الوقائية وفشل الجهات المختصة في السيطرة على الأزمة الصحية

تراجع الأمن

الأوضاع الأمنية بدورها شكلت سبباً رئيسياً للهجرة العكسية. إذ يتجنب كثير من السكان الحركة بعد غروب الشمس بسبب تزايد حوادث النهب والانفلات الأمني، في وقت يشكو فيه المواطنون من غياب دوريات الشرطة وضعف الإجراءات الوقائية

قرارات حكومية مثيرة للجدل

في محاولة لمعالجة الفوضى، أعلنت سلطات الخرطوم إجراءات صارمة ضد الشقق المفروشة غير المرخصة، شملت الإغلاق والإخلاء الفوري، بهدف إعادة الانضباط للقطاع وحماية المستأجرين.

ورغم ترحيب بعض الخبراء بهذه الخطوة، إلا أنهم شددوا على ضرورة الاستمرارية والصرامة وعدم الاكتفاء بحملات مؤقتة

انعكاسات اجتماعية

بعض العائدين قرروا تأجير منازلهم بدلاً من السكن فيها

آخرون اختاروا الاستقرار في ولايات أخرى أقل تكلفة وأهدأ

وهناك من اضطر لمغادرة السودان مجدداً نحو دول الجوار أو العودة حيث كانوا

خاتمة

تُظهر أزمة الخرطوم أن التحديات التي تواجه السودان ليست اقتصادية فقط، بل هي مزيج من أمن هش، وصحة متدهورة، وغلاء خانق، جعلت العاصمة بيئة طاردة حتى لأبنائها. وبينما تبقى الحلول الرسمية محدودة، يظل المواطن السوداني حائراً بين البقاء في معاناة يومية أو البحث عن حياة أكثر استقراراً خارج أسوار مدينته

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى