متابعات – السودان الان – نعى هشام أبو صباح المشرف، مواطن سوداني من الهلالية، عبر منشور على صفحته في “فيسبوك” يوم الثلاثاء، 45 فردًا من عائلته، بينهم أطفال ونساء ورجال، الذين قضوا جراء الأوضاع المأساوية في البلاد.
وكتب هشام بحزن عميق: “بقلوب راضية أنعي إليكم أسرتي آل المشرف بمدينة الهلالية”، مضيفًا أسماء العديد من أفراد عائلته الذين فقدهم، بما فيهم أعمام وعمات وأبناء عموم وأطفال لم تتجاوز أعمارهم سنواتهم الأولى، بالإضافة إلى نساء وأمهات حوامل.
-
الدعم السريع يفرج عن 9 محتجزين بسجن سوبا بعد دفع الفديةنوفمبر 21, 2024
كانت الهلالية في السابق موطنًا آمنًا لأبنائها، لكنها أصبحت اليوم مكانًا يغلفه المعاناة بعد تدمير البنية التحتية جراء الحرب، وانقطاع الخدمات الصحية والغذائية الأساسية عن السكان.
ومع صعوبة إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدينة، يزداد الوضع الإنساني تدهورًا، مما يدفع السكان إلى مستويات غير مسبوقة من الحرمان والنزوح.
هشام، الذي لا يملك سوى الدعاء، اختتم نعيه بكلمات مؤثرة: “حسبنا الله ونعم الوكيل”، معبرًا عن مشاعر الغضب والأسى العميق التي يختلج بها الناجون من ويلات الحرب.
تمثل هذه المأساة إحدى صور المعاناة التي يعيشها الشعب السوداني بشكل عام، وبلدة الهلالية بشكل خاص، في ظل الصراع المستمر.
وكانت المعارك قد اندلعت في السودان في منتصف أبريل 2023 بين الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو “حميدتي”.
وفي ديسمبر 2023، سيطرت قوات الدعم السريع على عدة مدن بالجزيرة، بما في ذلك “ود مدني”، مركز الولاية.
وتستمر قوات الدعم السريع في السيطرة على أجزاء واسعة من الولاية، باستثناء مدينة المناقل والمناطق المحيطة بها حتى حدود ولاية سنار جنوبًا، ومنطقة النيل الأبيض غربًا.
ومنذ انشقاق القائد أبوعاقلة كيكل عن الدعم السريع وانضمامه إلى الجيش في 20 أكتوبر الماضي، تحولت ولاية الجزيرة إلى ساحة للهجمات الانتقامية من قبل قوات الدعم السريع.
وقد خلفت هذه الحرب عشرات الآلاف من القتلى، وتسببت في تشريد أكثر من 11 مليون سوداني، مما أدى إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث، وفقًا للأمم المتحدة، وسط اتهامات متبادلة بين أطراف النزاع بارتكاب جرائم حرب عبر استهداف المدنيين ومنع المساعدات الإنسانية.