متابعات – السودان الان – أفاد الأطباء في منطقة الهلالية بشرق الجزيرة بتراجع ملحوظ في حالات الإصابة بالإسهالات المائية، مما أسهم في انخفاض عدد الوفيات المرتبطة بالوباء. جاء هذا التطور بعد فترة من تفشي هذه الحالة الصحية في المدينة.
وفي تصريح لراديو دبنقا، نفى الدكتور عبد المنعم، المدير الطبي السابق لمستشفى الهلالية، أن يكون الوباء ناتجًا عن تسمم زئبقي متعمد. وأوضح أن الإسهالات المائية في المدينة ناجمة عن تلوث بكتيري بسبب اختلاط مياه الآبار بمياه الصرف الصحي، بالإضافة إلى الاكتظاظ السكاني ونقص المرافق الصحية مثل المراحيض. كما أشار إلى تغير في رائحة وطعم المياه ليصبحا مشابهين لرائحة “البلاعات”.
في ظل الأوضاع الأمنية المتوترة، تجمع السكان في مناطق متعددة بعد الهجوم الذي شنته قوات الدعم السريع، خوفًا من التعرض للاعتداءات، ما يعكس القلق المتزايد بين المواطنين في هذه الظروف الصعبة.
وأكد الدكتور عبد المنعم على نقص الشروط الصحية في آبار مياه الشرب، مشيرًا إلى أن آبار السايفون يجب أن تكون على بعد 160 مترًا على الأقل من آبار المياه. كما أوضح أن الآبار العميقة تستخدم مضخات تسحب 15 ألف جالون في الساعة، مما يؤدي إلى زيادة الضغط واختلاط المياه بمياه الصرف الصحي.
وأضاف أن حالات الإسهال المائي ظهرت أولًا في مسيد أبو الطيب المرين وتزايدت بشكل ملحوظ، مما أسفر عن العديد من الوفيات. وأرجع ذلك إلى نقص الوسائل اللازمة لمكافحة المرض والعلاج، وعدم توفر أقراص الوقاية “ديكسوسايكلين” والمحاليل الوريدية، فضلاً عن ضعف مستوى الوعي الصحي بين المواطنين وعدم الالتزام بنصائح الأطباء.
وأشار إلى أن الخيار الوحيد المتاح للمواطنين كان مغادرة المنطقة، حيث تم التوصية بوقف استخدام مياه الآبار والاعتماد على مياه النيل، بالإضافة إلى ضرورة الالتزام بفترة الحجر الصحي. كما أشار إلى زيادة الإصابات نتيجة مغادرة المرضى لمناطق العزل والتوجه إلى مسيد أبو شقرة واختلاطهم بأشخاص غير مصابين، مما أسهم في تفشي المرض.
وأوضح المسؤولون أن الوفيات ناجمة عن نقص حاد في البوتاسيوم وقلة السوائل في أجسام المرضى، مما أدى إلى هبوط حاد في الدورة الدموية. وأكد أن بعض المواطنين استجابوا لتوجيهات الأطباء وغادروا المدينة متجهين إلى “أم ضوا بان”، حيث تم توفير سبل الوقاية ونقل المرضى إلى المستشفيات.
ووفقًا لتقرير لمؤتمر الجزيرة، بلغ عدد الوفيات في منطقة الهلالية حتى يوم الأحد الماضي 527 حالة، من بينها 53 طفلاً و293 امرأة. وأشار التقرير إلى استمرار حصار قوات الدعم السريع للمدينة للأسبوع الرابع على التوالي.