عالمية

أديس أبابا تُعيد رسم خريطة القوة في أفريقيا!

متابعات -السودان الآن

تابعنا على الواتساب لمزيد من الاخبار

                           

أديس أبابا تُعيد رسم خريطة القوة في أفريقيا!

متابعات – السودان الآن ،- في تطور يُنذر بتغيرات استراتيجية خطيرة في منطقة القرن الأفريقي، كشفت وثائق مسرّبة عن توجه إثيوبيا نحو تعزيز قوتها العسكرية بشكل غير مسبوق، في وقت تتصاعد فيه المخاوف من تهديدات محتملة لاستقرار المنطقة، خصوصاً في ظل استمرار أديس أبابا في سياساتها المائية المثيرة للجدل عبر سد النهضة.

اختراق إلكتروني يكشف المستور

في الثاني من أكتوبر الجاري، نفّذت مجموعة القراصنة الإلكترونية الشهيرة “بلاك ميرور” (Black Mirror) عملية اختراق جريئة استهدفت أنظمة وزارة الدفاع الروسية، لتكشف عن وثائق سرية تتعلق بصفقات تسليح واسعة لعدد من الدول الحليفة لموسكو.

وبحسب الوثائق المسرّبة، تضمنت الصفقات تسليم إيران 48 مقاتلة سوخوي-35، ومنح الجزائر حق تجميع طائرات سوخوي-57، إلى جانب صفقات مصرية تشمل أنظمة تشويش متطورة.

غير أن المفاجأة الكبرى كانت عقداً إثيوبياً لتسلم ست طائرات من طراز سوخوي-35، أشارت تقارير محلية إلى أن بعضها تم تسليمه فعلاً.

تصعيد عسكري واقتصادي لافت

التعاون الروسي–الإثيوبي ليس وليد اللحظة؛ فمنذ عام 2024 بدأت روسيا بتزويد إثيوبيا بطائرات سوخوي-30، وسط مؤشرات على بناء أسطول بحري إثيوبي — رغم أن البلاد لا تمتلك منفذاً على البحر.

في الوقت ذاته، تواصل الصين تنفيذ مشاريع اقتصادية ضخمة في إثيوبيا، من بينها مصفاة نفط بطاقة 3.5 مليون طن سنوياً ومصانع أسمدة بقيمة 2.5 مليار دولار.

ويرى مراقبون أن هذه الاستثمارات تموَّل جزئياً من حلفاء إقليميين لإثيوبيا، بينهم الإمارات وإسرائيل، ضمن ترتيبات إقليمية تهدف لتوسيع النفوذ في البحر الأحمر والقرن الأفريقي.

طموحات توسعية وتهديدات مائية

يتقاطع هذا التصعيد العسكري مع تصريحات مثيرة للجدل لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، وصف فيها استقلال إريتريا بأنه “خطأ تاريخي”، مؤكداً أن البحر الأحمر ونهر النيل “موارد أساسية لإثيوبيا”.

تلك التصريحات أعادت إلى الأذهان رغبة أديس أبابا القديمة في الوصول إلى البحر، سواء عبر أراضي الصومال أو إريتريا.

أما على صعيد المياه، فتشير تقارير هندسية إلى أن سد النهضة يواجه مشكلات فنية في التخزين وتوليد الكهرباء، ما يزيد مخاوف مصر والسودان من “فيضانات صناعية مفتعلة” قد تستخدمها إثيوبيا كورقة ضغط سياسية.

تحذيرات من مواجهة إقليمية

يرى محللون أن تحركات أديس أبابا الأخيرة تمثل تحولاً من التنمية إلى التسلح، في ظل دعم روسي وصيني متصاعد وتواطؤ إقليمي واضح.

ويؤكد مراقبون أن على السودان ومصر وإريتريا رفع مستوى التنسيق الأمني والاستخباراتي لمواجهة “التهديد الوجودي” القادم من إثيوبيا، إذ لم تعد الحروب في هذا العصر تُخاض فقط بالسلاح، بل بالمعلومة أيضاً

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى