
وجوه تعود من الظلام.. مشاهد مؤثرة من عملية تبادل الأسرى
السياق العام والاتفاق المُعلَن
متابعات -السودان الآن – في الأيام الماضية، أعلنت إسرائيل وحماس، عبر وساطة دولية (بوساطة الولايات المتحدة، مصر، قطر، وربما تركيا)، التوصل إلى اتفاق المرحلة الأولى لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في قطاع غزة.
الاتفاق لا يُعد نهاية شاملة للحرب، وإنما خطوة أولى نحو تهدئة مؤقتة، مع وجود بنود ومراحل لاحقة لازالت قيد النقاش أو التأجيل.
أحد البنود الأساسية هو إطلاق عدد من الأسرى الإسرائيليين من غزة بمقابل إفراج إسرائيل عن عدد أكبر من الأسرى الفلسطينيين، بالإضافة إلى دخول مساعدات إنسانية وإعادة ترتيب بعض آليات السيطرة العسكرية.
ما جرى حتى الآن: خطوات ميدانية وتبادل أولي
انطلاق عملية التبادل
صباح الاثنين، بدأت مراسم تبادل الأسرى والمحتجزين بين الجانبين وفق الاتفاق.
تم تسليم 7 محتجزين إسرائيليين إلى الصليب الأحمر من غزة، في الدفعة الأولى، بحالة جيدة.
الجولة الأولى كانت مقررة من محور نتساريم عند الساعة الثامنة صباحًا، تليها دفعة ثانوية من خانيونس عند العاشرة صباحًا.
حركة كتائب القسام أكدت التزامها بالجداول الزمنية للاتفاق، طالما أن الجانب الآخر يلتزم أيضًا.
من جهة إسرائيل، يُنتظر الإفراج عن حوالي 1,718 أسيرًا فلسطينيًا من غزة، و250 أسيرًا محكومين مدى الحياة أو ذوي الأحكام العالية.
تم نشر قوائم بالأسماء التي ستُفرج عنها من الطرفين، ويُتوقع أن التبادل سيستمر على دفعات خلال ساعات اليوم.
الأسماء البارزة في الصفقة
وفق الجزيرة، أصدرت حماس قائمة بأسماء 20 أسيرًا من الإسرائيليين الأحياء المتوقع الإفراج عنهم ضمن هذه الصفقة.
من بين هذه الأسماء: بار أبراهام كوبرشتاين، أفيتار دافيد، يوسف أوحانا، عمري ميران، غاي جلبوع-دلال، وآخرون.
فيما يتعلق بالأسرى الفلسطينيين، العدد المذكور للتسليم في الصفقة يصل إلى 1718 أسيرًا من غزة + 250 محكومين مؤبدًا أو ذوي الأحكام العالية.
التحليل: فرص المخاطرة والتحديات
الإيجابيات والفرص
1. تهدئة مؤقتة: الاتفاق يتيح فسحة لتخفيف القصف وفتح ممرات إنسانية، ما قد ينقذ حياة المدنيين المتضررين.
2. خطوة رمزية نحو السلام: قد يشكّل هذا الاتفاق مدخلاً لمفاوضات أوسع واتفاق شامل لاحق.
3. ضغوط دولية داعمة: الدعم من الولايات المتحدة ومصر ودول أخرى يعزز التزام الأطراف بالتنفيذ.
4. التخفيف عن ذوي الأسرى: عودة أسرى لبعضهم دفعة أولى تحمل رسالة سياسية وإنسانية.
التحديات والمخاطر
الالتزام المتبادل: الاتفاق يعتمد على أن يلتزم الطرفان، وأي تأخير أو خرق قد ينهار التهدئة بسرعة.
الخلافات على القوائم: ما تزال هناك مناقشات حول أسماء الأسرى الذين يُفرَج عنهم، خصوصًا في الجانب الفلسطيني.
آليات الرصد والضمانات: من يحتاج إلى ضمانات تنفيذ الاتفاق؟ وهل ستُنفّذ رقابة دولية؟
الانسحاب الجزئي والمرحلي: الاتفاق لا ينص على انسحاب فوري كامل، وإنما بشكل تدريجي بجدول غير واضح.
مسائل استراتيجية حساسة مؤجلة: مثل سلاح حماس، حكم قطاع غزة بعد الحرب، ومسألة الاحتلال والإدارة الدولية.
الضغط من اليمين الإسرائيلي: بعض القوى داخل إسرائيل قد ترفض أي تراجع أو تنازل كبير، مما قد يعرقل التنفيذ.
الآفاق والتوقعات القادمة
من المتوقع أن يستمر تبادل الأسرى على دفعات خلال اليوم أو الأيام القليلة القادمة.
ستكون قمة دولية استثنائية في شرم الشيخ مخصصة لمناقشة ما بعد التهدئة وترتيبات إعادة الإعمار والحكم المؤقت لقطاع غزة.
من المحتمل أن تُوقع الدول الضامنة (الولايات المتحدة ومصر وقطر وربما تركيا) وثيقة ضمان للتزام الأطراف.
قد يبدأ انسحاب إسرائيلي تدريجي من بعض المناطق مقابل فرض مراقبة دولية أو محلية على تنفيذ الاتفاق.
سيبقى مفتاح السلام الحقيقي مرتبطًا بعوامل مثل: تسوية دائمة للقضية الفلسطينية، إعادة الإعمار، وإعادة بناء الثقة بين الأطراف