الصحة

حين يغيب الضوء… ماذا يحدث للجسم؟

متابعات -السودان الآن

تابعنا على الواتساب لمزيد من الاخبار

                           

حين يغيب الضوء… ماذا يحدث للجسم؟

تأثير الحرمان من الشمس على المزاج والمناعة – العلم يجيب

تؤكد الأبحاث العلمية الحديثة أن لأشعة الشمس دورًا أساسيًا في الحفاظ على التوازن الجسدي والنفسي للإنسان، إذ لا يقتصر تأثيرها على توفير الضوء والدفء، بل يمتد ليشمل دعم الحالة المزاجية وتعزيز كفاءة الجهاز المناعي. ويشير مختصون إلى أن الحرمان من التعرض للشمس لفترات طويلة قد يؤدي إلى سلسلة من الاضطرابات الصحية المرتبطة بنقص بعض العناصر الحيوية واختلال الإيقاع البيولوجي للجسم.

ويُعد نقص فيتامين (D) من أبرز النتائج المباشرة لغياب التعرض الكافي لأشعة الشمس، إذ يعتمد الجسم في إنتاجه لهذا الفيتامين على امتصاص الجلد للأشعة فوق البنفسجية. ويرتبط انخفاض مستوياته بضعف المناعة وزيادة قابلية الإصابة بالالتهابات، إضافة إلى ارتفاع مخاطر بعض الأمراض المزمنة، مثل السكري وأمراض القلب، فضلًا عن تأثيره السلبي على صحة العظام والعضلات.

كما يؤثر غياب الضوء الطبيعي بشكل مباشر على الصحة النفسية، حيث يسهم التعرض لأشعة الشمس في تحفيز إنتاج هرمون «السيروتونين» المرتبط بتحسين المزاج. ويؤدي انخفاض هذا الهرمون إلى الشعور بالخمول وضعف التركيز، وقد يساهم في ظهور أعراض الاكتئاب الموسمي، خاصة في البيئات قليلة الإضاءة الطبيعية.

ولا يتوقف التأثير عند ذلك، إذ يؤدي اضطراب التعرض للضوء الطبيعي إلى خلل في الساعة البيولوجية المسؤولة عن تنظيم النوم والاستيقاظ. وينتج عن ذلك اضطرابات في النوم وارتفاع مستويات التوتر، ما ينعكس سلبًا على كفاءة الجهاز المناعي. كما قد يؤدي غياب الشمس إلى زيادة إفراز هرمون «الكورتيزول» المرتبط بالتوتر المزمن، وهو عامل يضعف الاستجابة المناعية ويرفع احتمالات الالتهاب.

ويرى المختصون أن تعويض نقص التعرض لأشعة الشمس يمكن أن يتم عبر خطوات بسيطة، أبرزها تخصيص ما بين 10 إلى 20 دقيقة يوميًا للتعرض المباشر للشمس، خاصة على الوجه أو اليدين، إلى جانب ممارسة الأنشطة الخارجية خلال ساعات النهار. وفي حال تعذّر ذلك، يمكن الاستعانة بمكملات فيتامين (D) بعد استشارة الطبيب المختص.

الخلاصة:

يمتد تأثير الحرمان من أشعة الشمس ليشمل المزاج والمناعة معًا، عبر خفض مستويات فيتامين (D)، واضطراب هرمون السيروتونين، والتأثير على الساعة البيولوجية للجسم. ويظل التعرض المعتدل واليومي للشمس عنصرًا مهمًا للحفاظ على صحة جسدية ونفسية متوازنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى