عالمية

ترامب والسياسة الأمريكية تجاه القرن الأفريقي

متابعات – السودان الان

متابعات – السودان الان – مع إهمال منطقة القرن الأفريقي ضمن السياسة الخارجية الأمريكية، تتزايد التساؤلات حول كيفية تعامل الرئيس المنتخب دونالد ترامب مع الأزمات المتفاقمة في هذه المنطقة الحيوية. في تحليل نشره موقع “المونيتور”، قدم المحلل السياسي الأمريكي جوناثان فينتون هارفي رؤية للتغيرات المحتملة في سياسة ترامب، الذي سيتولى منصبه في 20 يناير القادم.

الاهتمام الأمريكي بالقرن الأفريقي

رغم تركيز ترامب على مناطق ساخنة مثل أوكرانيا، الشرق الأوسط، ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ، إلا أن القرن الأفريقي يظل مهملًا. يرى هارفي أن هذه المنطقة قد تشكل اختبارًا حقيقيًا لفعالية السياسة الخارجية الأمريكية. ومع أن ترامب لم يولي أفريقيا اهتمامًا كبيرًا خلال حملته الانتخابية، إلا أن سياسته المتوقعة التي تعتمد على مبدأ “أمريكا أولًا” قد تقود إلى تقليل الانخراط الأمريكي في المنطقة إلا إذا كانت المصالح الاستراتيجية واضحة ومباشرة.

الصراعات الإقليمية وتحديات الاستقرار

شهدت المنطقة أزمات معقدة أبرزها النزاع في السودان، والأزمة الإنسانية المتفاقمة، بالإضافة إلى التوترات بين إثيوبيا ومصر حول سد النهضة، والتي تهدد استقرار المنطقة. يشير هارفي إلى أن إدارة ترامب قد تتبنى نهجًا عمليًا يركز على الأعمال والمصالح التجارية، مما قد يدفعها للتدخل حين يكون عدم الاستقرار مضرًا للأعمال أو يؤثر على المصالح الأمنية الأمريكية.

سياسات ترامب السابقة وانعكاساتها

في فترته الرئاسية الأولى، لم يلتقِ ترامب بأي زعيم أفريقي، مما زاد من الانطباع بضعف التفاعل الأمريكي مع القضايا الأفريقية. ومع ذلك، شهدت تلك الفترة تدخلًا أمريكيًا محدودًا مثل اتفاق الانتقال السياسي في السودان عام 2019 وانضمام السودان إلى اتفاقيات إبراهيم. أما فيما يتعلق بسد النهضة، فقد عبر ترامب عن دعمه لمصر، محذرًا من تأثير السد على الموارد المائية المصرية.

التوقعات المستقبلية

يتوقع أن تؤدي سياسات ترامب إلى تقليص المساعدات الخارجية للدول الأفريقية، مع التركيز على المصالح التجارية. ومع ذلك، قد يلجأ ترامب إلى إشراك حلفاء إقليميين مثل مصر والإمارات والسعودية لإنهاء النزاعات، مثل الصراع في السودان. كما تشير التحليلات إلى احتمال اعتراف إدارة ترامب بأرض الصومال كدولة مستقلة، مما قد يثير توترات دبلوماسية جديدة في المنطقة.

الدور الأمريكي بين الاستقرار والتنافس الدولي

رغم تناقص النفوذ الأمريكي في أفريقيا لصالح الصين وروسيا، فإن سياسة ترامب قد تعيد تشكيل ديناميكيات القرن الأفريقي. تركيزه على المصالح الاستراتيجية والأعمال التجارية قد يسهم في استقرار بعض الصراعات أو يعمق التوترات، خاصة إذا فشلت إدارته في تحقيق توازن فعال بين المصالح الاقتصادية والاستراتيجية.

في النهاية، سيبقى مستقبل المنطقة مرتبطًا بمدى قدرة الولايات المتحدة على التعامل مع التعقيدات الجيوسياسية، سواء من خلال تعزيز وجودها أو تقليص نفوذها لصالح قوى دولية أخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى