ثورة الحوسبة الحيوية”.. علماء سويسريون يطورون أدمغة بشرية مصغّرة لتشغيل الحواسيب
متابعات -السودان الآن

ثورة الحوسبة الحيوية”.. علماء سويسريون يطورون أدمغة بشرية مصغّرة لتشغيل الحواسيب
متابعات -السودان الآن – في خطوة علمية غير مسبوقة تمزج بين علم الأحياء والتكنولوجيا، أعلن فريق من العلماء السويسريين عن تطوير “أدمغة بشرية مصغّرة” داخل المختبر لاستخدامها في تشغيل أجهزة الحاسوب، في إطار ما يُعرف بـ الحوسبة الحيوية (Biocomputing) — وهو مجال ناشئ يسعى لدمج الخلايا الحية في أنظمة الحوسبة المستقبلية
ويعمل الباحثون في مختبر FinalSpark بمدينة فيفيه السويسرية، بقيادة الدكتور فريد جوردان، على تطوير خوادم حيوية تعتمد على خلايا عصبية بشرية تُنمّى مخبريًا وتُعرف باسم الأورغنويدات، لتكون نواة جيل جديد من وحدات المعالجة “البيولوجية”.
ووفقًا لتقرير BBC، فإن هذه التقنية الواعدة قد تُحدث ثورة في استهلاك الطاقة، إذ تحتاج “الأدمغة المصغّرة” إلى قدر ضئيل من الطاقة مقارنة بالحواسيب التقليدية
تبدأ العملية بأخذ خلايا جذعية من الجلد البشري وتحويلها إلى خلايا عصبية تنمو في كتل صغيرة، تُوصَل لاحقًا بأقطاب كهربائية قادرة على إرسال واستقبال الإشارات العصبية، لتبدأ في أداء وظائف تشبه التعلم البسيط
ويصف العلماء هذه التكنولوجيا بمصطلح “البرمجيات الرطبة” (Wetware)، كونها مزيجًا فريدًا من المادة الحية والتكنولوجيا. ومع ذلك، تواجه الأبحاث تحديات حيوية كبيرة، أبرزها كيفية إبقاء هذه الخلايا “حية” لفترات طويلة في ظل غياب الأوعية الدموية، وهو ما يجعل تزويدها بالغذاء والأوكسجين صعبًا
وقد تمكن الفريق من الحفاظ على حياة الأورغنويدات لمدة تصل إلى أربعة أشهر، لكن وفاتها تُحدث أحيانًا نشاطًا كهربائيًا مفاجئًا يشبه ما يحدث في أدمغة البشر قبل الوفاة
ولا يقتصر السباق على سويسرا، إذ حققت شركة Cortical Labs الأسترالية إنجازًا لافتًا بجعل خلايا عصبية تلعب لعبة Pong، بينما تعمل جامعة جونز هوبكنز الأمريكية على استخدام هذه التقنية لدراسة الزهايمر والتوحد
ويرى البروفيسور سيمون شولتز من إمبريال كوليدج لندن أن هذه التقنية لن تحل محل رقائق السيليكون، لكنها ستكملها، خصوصًا في مجالات مثل تطوير الأدوية والذكاء الاصطناعي وتقليل التجارب على الحيوانات.
ويختتم الدكتور فريد جوردان قائلاً:
لطالما أحببت الخيال العلمي، واليوم أشعر أنني أعيش داخله وأكتب فصوله.”
بهذا الإنجاز، تقترب البشرية خطوة جديدة نحو دمج الحياة بالتكنولوجيا، وفتح عصر جديد من الحوسبة التي قد تغيّر شكل الذكاء الاصطناعي ومستقبل التقنية عالميًا