المنوعات والثقافة

البحر يشرب من الزمزميّة: حكاية بلد يملك كل شيء ويفتقد أهم شيء

متابعات -السودان الآن

تابعنا على الواتساب لمزيد من الاخبار

                           

البحر يشرب من الزمزميّة: حكاية بلد يملك كل شيء ويفتقد أهم شيء

متابعات – السودان الآن – في الأمثال الشعبيّة السودانية، يُقال: “البحر يشرب من الزمزميّة”.

مقالات ذات صلة

وهو مثل يُضرب عندما يمتلك الإنسان وفرة من الخيرات لكنه يجد نفسه في حاجة إلى أبسط الأشياء.

واليوم، يقف السودان في قلب هذا المثل بكل تفاصيله المؤلمة.

السودان بلدٌ واسع المساحة، غني بالأنهار والمياه الجوفية، خصب الأراضي، وفير المراعي والثروة الحيوانية، متنوع المعادن من ذهب ونفط ومعادن نادرة.

ومع ذلك، يواجه المواطن في حياته اليومية صعوبات في الحصول على أبسط مقومات العيش:

الخبز، والدواء، والوقود، والكهرباء.

بلد يفيض بالمقدرات… لكن يعطش أهله

المفارقة هنا ليست في غياب الموارد، بل في غياب الاستقرار والإدارة الرشيدة. فالحرب أطاحت بالبنية الاقتصادية، والفساد أنهك المؤسسات، وتراكم الأزمات جعل المواطن البسيط يدفع الثمن الأكبر.

إن وفرة الموارد لا تصنع الازدهار وحدها.

فالذهب بلا دولة يتحول إلى نزاع.

والأرض بلا حماية تصبح مصدر نزوح لا مصدر زرع.

والمال بلا تخطيط يُهدر قبل أن يصل إلى الناس.

حين تتبدل الإدارة… يتبدل المستقبل

التجارب في العالم كثيرة:

بلدان لا تملك نصف موارد السودان، لكنها صنعت اقتصادًا قويًا لأنها امتلكت الإدارة، التخطيط، والاستقرار.

هذه العناصر الثلاثة كرّست قيمة الإنسان وقدّمت المصلحة العامة فوق المصالح الضيقة.

السودان لا يحتاج معجزة.

يحتاج سلامًا عادلًا، دولة مسؤولة، وضميرًا في الإدارة.

عندها، ستصبح الجملة المعاكسة هي الحقيقة:

“الزمزميّة تمتلئ من البحر”

ويفيض الخير من الداخل إلى الخارج.

الأمل.. ما زال حيًا

رغم كل الظروف، لم تنطفئ روح الناس.

الشباب ما زالوا يبادرون.

المزارعون ما زالوا يزرعون.

العمال ما زالوا يعملون.

البلد حي… وناسها أحياء… وكرامتهم واقفة.

هذا البلد لا ينهار… بل يتعب.

والتعب يزول… أما الجذور فباقية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى