
استنفار أمني في الخرطوم بعد العثور على سيارة مفخخة قرب حي سكني
متابعات – السودان الآن – شهدت العاصمة السودانية الخرطوم حالة استنفار أمني غير مسبوقة، عقب إحباط محاولة تفجير بسيارة مفخخة كانت مركونة في أحد الأحياء السكنية الحساسة. مصادر أمنية كشفت أن الجهات المختصة نجحت في تفكيك العبوة الناسفة قبل لحظات فقط من انفجار محتمل كان سيخلّف خسائر بشرية ومادية جسيمة، مشيرة إلى أن موقع السيارة يدل على نية واضحة لاستهداف المدنيين.
التحقيقات الأولية رجّحت تورط مليشيات مسلحة أو خلايا نائمة في الحادثة، في إطار تصعيد متنامٍ تشهده العاصمة مؤخرًا بين القوات النظامية والمجموعات الخارجة عن القانون. وعقب الكشف عن السيارة المفخخة، أغلقت السلطات الأمنية عددًا من الطرق المؤدية إلى الموقع، كما عززت وجودها في الأحياء القريبة، وأقامت نقاط تفتيش جديدة في مناطق سبق أن سُجلت فيها تحركات مشبوهة.
وفي بيان رسمي، دعت الجهات المختصة المواطنين إلى التحلي بأقصى درجات الحذر، وتجنب الأماكن المزدحمة أو التي تشهد نشاطًا غير معتاد، وعدم الاقتراب من المركبات المهجورة أو المريبة. كما شددت على ضرورة عدم تداول الشائعات، مؤكدة أن المعلومات الدقيقة ستصدر فقط عبر القنوات الرسمية.
الحادثة أثارت مخاوف جدية من تحول نمط المواجهات إلى أساليب أكثر دموية، كالسيارات المفخخة، في ظل تعثر الجماعات المسلحة في تحقيق مكاسب ميدانية. ويعتبر مراقبون أن هذه الحادثة قد تكون مقدمة لموجة تفجيرات تستهدف مناطق حيوية، ما يفرض على الأجهزة الأمنية البقاء في حالة تأهب قصوى.
يأتي ذلك في وقت يعيش فيه السودان أوضاعًا أمنية هشة منذ اندلاع الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع قبل أكثر من عام، ما أدى إلى اتساع رقعة الانفلات الأمني، وتحوّل بعض الأحياء إلى بؤر توتر أو ساحات لمواجهات مسلحة. ويحذر محللون من أن العاصمة باتت مهددة بانزلاق خطير نحو ما يشبه “الإرهاب الحضري”، مطالبين بضرورة تعزيز التنسيق الاستخباراتي بين الجهات المختصة، وتكثيف عمليات الرصد الاستباقي لحماية المدنيين ومنع تكرار مثل هذه الهجمات.