
ماذا ينقص السودان ليكون دولة عظمى ومتطورة؟
السودان.. بلدٌ يملك كل مقومات النهضة، لكنه يقف منذ عقود عند بوابة الاحتمالات المؤجلة.
أرض شاسعة، موارد طبيعية هائلة، موقع جغرافي استراتيجي، وطاقات بشرية شابة تنتظر الفرصة. ومع ذلك، لم يستطع أن يتحول إلى دولة قوية ومتطورة، فما الذي ينقصه حقًا ليكون ضمن القوى العظمى في المنطقة والعالم؟
الاستقرار السياسي والأمني
لا تنمو الدول في ظل الحروب والصراعات الداخلية. الاستقرار السياسي هو الأساس الذي تُبنى عليه التنمية. السودان يحتاج إلى دولة مؤسسات حقيقية، تتجاوز حكم الأفراد والمليشيات، وتضع مصلحة الوطن فوق المصالح الضيقة
إدارة رشيدة للموارد
السودان يملك:
أكثر من 200 مليون فدان صالحة للزراعة
معادن استراتيجية كالذهب واليورانيوم والكروم
موقع على البحر الأحمر يربط إفريقيا بالعالم
لكن سوء الإدارة والفساد جعل هذه الثروة نقمة بدل أن تكون نعمة. ما ينقص السودان هو إدارة وطنية نزيهة تستثمر موارده لصالح الشعب لا لحساب فئة قليلة
تعليم عصري وتنمية بشرية
لا يمكن لدولة أن تصبح عظمى دون نظام تعليمي متطور. السودان بحاجة إلى:
تحديث المناهج لتواكب الثورة التكنولوجية
الاستثمار في البحث العلمي والابتكار
تشجيع الكفاءات الوطنية وإعادة العقول المهاجرة
بالعقول تُبنى الأمم قبل البترول والذهب
بنية تحتية قوية
من الطرق والكهرباء إلى الاتصالات والموانئ.. البنية التحتية هي شريان الاقتصاد. السودان يفتقر إلى شبكة نقل متطورة وسكك حديدية حديثة وموانئ منافسة. هذه الأساسيات هي التي تُمكّن أي دولة من أن تتحول إلى مركز إقليمي للتجارة والاستثمار
إرادة سياسية ورؤية وطنية
أعظم الدول لم تنهض بالصدفة، بل برؤية واضحة. ما ينقص السودان هو مشروع وطني جامع، يحدد أين يريد أن يكون بعد 20 أو 30 سنة، ويجعل من التنمية والعدالة الاجتماعية أولوية
الانفتاح على العالم والتكامل الإقليمي
السودان إذا أحسن استغلال موقعه بين العالم العربي وإفريقيا، يمكن أن يكون جسرًا اقتصاديًا وحضاريًا. لكن ذلك يتطلب دبلوماسية ذكية، وشراكات استراتيجية تقوم على المنفعة المتبادلة، لا التبعية
الخلاصة:
السودان لا ينقصه الذهب ولا الأراضي ولا الأيدي العاملة.. ما ينقصه هو الاستقرار، الحكم الرشيد، التعليم العصري، والبنية التحتية الحديثة. إذا اجتمعت هذه العناصر مع إرادة سياسية حقيقية، يمكن أن يتحول السودان إلى قوة إقليمية عظمى، لا مجرد دولة تبحث عن لقمة العيش وسط ثرواتها المنهوبة