مقالات الرأي

 كواليس إفشال الانقلاب في السودان.. وزراء بجلابيبهم أنقذوا مؤسسات الدولة من السقوط

متابعات -السودان الآن

تابعنا على الواتساب لمزيد من الاخبار

                           

كواليس إفشال الانقلاب في السودان.. وزراء بجلابيبهم أنقذوا مؤسسات الدولة من السقوط

متابعات -السودان الآن بينما انشغلت الأضواء منذ اندلاع حرب 15 أبريل 2023 بمعارك الجيش والدعم السـ.ريع، جرت خلف الكواليس معركة أخرى لا تقل أهمية، كان أبطالها وزراء مكلّفون بلا غطاء سياسي، لكنهم لعبوا دوراً محورياً في إفشال انقلاب ناعم على مؤسسات الدولة وحماية الجهاز التنفيذي من الانهيار

المهندس ضو البيت عبد الرحمن، وزير الموارد المائية والري المكلّف حينها، كشف في شهادة حية التقطتها “المشهد السوداني” خلال لقاء عابر في مطار نيروبي، أن الوزراء وجدوا أنفسهم في قلب العاصفة، يديرون شؤون الدولة من شقق سكنية مؤجرة ببورتسودان بلا مكاتب ولا مراسم، يرتدون الجلابية بدلاً من البذلات الرسمية، لكنهم تمكنوا من تثبيت أركان الدولة

معارك على المياه والكهرباء

أخطر اللحظات كانت في ديسمبر 2023، حين حاولت قوات الدعم السـ.ريع السيطرة على خزان جبل أولياء وخلق كارثة فيضان لفتح الباب أمام تدخل دولي. لكن الوزارة تحركت سريعاً عبر خبرائها لتفادي الغرق، وأفشلت المخطط. تكررت المحاولة في فبراير 2024 بمشروع الجزيرة والمناقل عبر “بيارة مينا”، غير أن المهندسين تمكنوا من إجهاض الخطة بتعديلات دقيقة على المناسيب المائية

الرسالة الأقوى: الدولة لم تسقط

من ود مدني، وفي اليوم الثالث للحرب، شاركت وزارة الموارد المائية في اجتماع لدول حوض النيل عبر الفيديو كونفرنس، في إشارة سياسية أرادت بها الخرطوم أن تقول: “نحن موجودون ونفي بالتزاماتنا”. وفي بورتسودان، تم استئناف البث الإذاعي والتلفزيوني، وفتحت اعتمادات لاستيراد الأدوية والوقود والدقيق رغم الحصار

الوزراء تحت الضغط

مع نهاية الشهر الثاني للحرب، كان التحدي الأكبر تأمين رواتب العاملين. وبحسب ضو البيت، فإن صرف المرتبات في تلك الظروف كان بمثابة إعلان صريح بأن الحكومة لم تنهَر

قيادة ميدانية من داخل الشقق

الفريق مهندس إبراهيم جابر لعب دوراً محورياً في لملمة شتات الوزارات وتنسيق الأداء التنفيذي من العاصمة المؤقتة. القرارات المصيرية صيغت في مكاتب مؤقتة ضمت الإقامة والعمل معاً، لتصبح بمثابة “غرفة عمليات الدولة”

وبحسب مراقبين، فإن إفشال الانقلاب على الدولة لم يكن إنجاز الجيش وحده، بل ثمرة تماسك الجهاز التنفيذي الذي واصل العمل بصمت، محولاً الجلابية إلى زي رسمي لإدارة بلد على شفا الانهيار

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى