العودة إلى الشريعة.. طريق السودان نحو السلم والإنتاج”
في خضم ما يعيشه السودان من تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية، تبرز الحاجة الملحة إلى مراجعة الذات والرجوع إلى القيم الكبرى التي شكّلت وجدان هذا الشعب على مر العصور. قيم الشريعة الإسلامية السمحة، التي تدعو إلى التسامح والتعايش، ليست مجرد نصوص، بل هي أساس لبناء مجتمع متماسك، متراحم، ومنتج
لقد أثبتت التجارب أن الانقسامات والصراعات لا تورث إلا الضعف، وأن المجتمعات التي تُدار بالخصومات والمكاسب الضيقة تظل أسيرة الأزمات. أما حين يجتمع الناس على كلمة سواء، مستندين إلى مبادئ العدل والرحمة والإخاء، فإنهم يفتحون أبواب الاستقرار والازدهار
إن الشريعة الإسلامية في جوهرها تدعو إلى إصلاح ذات البين، وإلى نبذ العنف والكراهية، وإلى إقامة مجتمع يتسع للجميع بمختلف مكوناته. وهي في الوقت نفسه تحث على العمل والإنتاج، وتربط بين العبادة والجد والاجتهاد في عمارة الأرض. فالإيمان ليس انعزالاً، بل هو طاقة دافعة تبني وتزرع وتنتج
على السودانيين اليوم أن يستعيدوا هذه القيم النبيلة، وأن يجعلوها مرجعيتهم في تجاوز الخلافات، وفي تأسيس حياة قائمة على التعايش السلمي والتكافل الاجتماعي. كما أن التوجه نحو الإنتاج – في الزراعة والصناعة والمعرفة – هو السبيل العملي لتحقيق الاكتفاء والنهضة، بعيداً عن الاتكالية والاعتماد على الخارج
إن مستقبل السودان لن يُصنع بالشعارات وحدها، بل بالعودة إلى منابع الهوية الإسلامية الأصيلة، وبترسيخ ثقافة السلم، وبغرس روح الإنتاج في الأجيال. وآن الأوان أن يدرك الجميع أن الإصلاح يبدأ من الداخل، وأن وحدة الصف على قيم الشريعة السمحة هي الجسر الحقيقي لعبور الوطن نحو بر الأمان
