مقالات الرأي

التعليم في السودان.. من صناعة العقول إلى إنتاج الجهالة

متابعات -السودان الآن

تابعنا على الواتساب لمزيد من الاخبار

                           

التعليم في السودان.. من صناعة العقول إلى إنتاج الجهالة

يبرز التعليم اليوم كأحد أخطر التحديات التي تواجه السودان، ليس فقط بسبب الحرب المستمرة وانهيار مؤسسات الدولة، بل لأن مناهجه على مدار العقود الماضية تحولت – وفق خبراء – إلى أداة لإعادة إنتاج الجهل بدلاً من صناعة العقول

الدكتور مرتضى الغالي يرى أن سوء المناهج التعليمية هو الذي “أفرخ” طبقة سياسية وعسكرية متعثرة التفكير، قادت البلاد نحو الانقلابات والحروب. ويضيف أن هذه المناهج خرّجت مسؤولين يتعثرون في أبسط الخطابات، ووزراء عاجزين عن طرح برامج وزاراتهم، في وقت يحتاج فيه السودان إلى رؤية علمية عميقة للنهوض

وللتدليل على قيمة التعليم والمعلمين، أورد الغالي قصة طريفة نقلها خبير تربوي عن ألمانيا: عندما طالب كبار الأطباء برفع أجورهم، ردّت عليهم المستشارة أنجيلا ميركل مستنكرة: “هل تريدون أجوراً أعلى من الذين علموكم؟”، فخرجوا بالخجل والاعتراف بأهمية مكانة المعلم

هذا المثال يعكس الفجوة بين رؤية الدول المتقدمة للتعليم كحجر أساس للنهضة، وبين ما يعيشه السودان من تهميش للمعلمين، وضعف في المناهج، وتراجع في مستوى الخريجين

ويرى مراقبون أن إصلاح التعليم سيكون التحدي الأكبر بعد الحرب، إذ لا يمكن بناء دولة حديثة دون إعادة النظر في المناهج، والاهتمام بالمعلمين كركيزة أولى لأي مشروع وطني

فالسودان، الذي يئن تحت ويلات الصراع، يحتاج إلى ثورة تعليمية لا تقل أهمية عن وقف الحرب نفسها

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى