مأساة جديدة للاجئين السودانيين.. مساعدات الأمم المتحدة تتحول إلى كارثة إنسانية في دول الجوار
متابعات -السودان الآن

مأساة جديدة للاجئين السودانيين.. مساعدات الأمم المتحدة تتحول إلى كارثة إنسانية في دول الجوار
متابعات -السودان الآن – شهد مخيم “بيراو” للاجئين السودانيين في جمهورية إفريقيا الوسطى موجة عنف دامية عقب صرف مساعدات مالية من برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، حيث تعرّض عشرات اللاجئين لهجمات منظمة من قبل مسلحين محليين استهدفوهم فور تسلّمهم الدعم النقدي.
اعتداءات مروعة بعد استلام المساعدات
ووفقاً لشهادات ميدانية نقلها موقع دارفور 24، تعرّض 14 امرأة و8 رجال للنهب والتعذيب باستخدام السياط، بينما سُلبت أموالهم وممتلكاتهم بالكامل.
وقال اللاجئ آدم مختار إن الاعتداءات خلّفت حالة من الذعر داخل المخيم، خصوصاً أن المهاجمين استغلوا ضعف الحماية الأمنية وغياب الرقابة أثناء عملية توزيع المساعدات.
هذه الحادثة تسلط الضوء على الثمن الباهظ الذي يدفعه اللاجئون السودانيون في دول الجوار نتيجة الفوضى الأمنية وتراجع دور بعثات الحماية الدولية.
تدخل محدود ومثير للجدل
وبعد يوم من الاعتداءات، وصلت طائرة مروحية تقل قوات روسية إلى المنطقة، وانتشرت في محيط المخيم في خطوة وُصفت بأنها “استجابة أولية”، إلا أن تفاصيل هذا التدخل لم تُعلن رسمياً.
ويطرح غياب الشفافية حول دور هذه القوات تساؤلات حول مدى قدرتها على حماية اللاجئين أو منع تكرار مثل هذه الجرائم في المستقبل.
أزمة توزيع وتوتر داخلي
تزامنت الاعتداءات مع احتجاجات داخل المخيم بسبب استبعاد آلاف اللاجئين من قوائم صرف المساعدات الغذائية.
وبحسب المصادر، لم تُصرف المساعدات لـ 11 مركزاً من أصل 22 داخل المخيم، ما أدى إلى انقسام حاد بين السكان، في ظل غياب معايير واضحة لتحديد المستحقين.
ويرى مراقبون أن هذه الأزمة تعكس ضعف التنسيق بين الجهات الإنسانية والميدان، وتكشف عن ثغرات كبيرة في آليات التحقق من قوائم المستفيدين.
خلفية النزوح ومعاناة مستمرة
يؤوي مخيم “بيراو” نحو 18 ألف لاجئ سوداني فرّوا من الحرب المندلعة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السـ.ريع منذ أبريل 2023.
كما يضم المخيم نازحين من إفريقيا الوسطى عادوا إليه بعد أن أجبرهم القتال في السودان على مغادرة مناطقهم.
هذا التداخل السكاني زاد من الضغط على الموارد المحدودة ورفع معدلات الجريمة والعنف داخل المنطقة.
دعوات لمراجعة الاستجابة الإنسانية
يرى ناشطون إنسانيون أن ما جرى في “بيراو” يمثل ناقوس خطر للأمم المتحدة والمنظمات الدولية، ويدعو إلى إعادة تقييم آليات الحماية والتوزيع، خاصة في المناطق الحدودية التي تشهد هشاشة أمنية متكررة