عثمان ميرغني يكتب السياسة السودانية.. وجبات جاهزة بلا طعم
متابعات -السودان الآن- المشهد السياسي في السودان يشبه مطعماً مزدحماً يقدم وجبات سريعة جاهزة، لا نكهة لها ولا قيمة غذائية. الأحزاب والتحالفات تُعدّ نفسها أمام المجتمع الدولي وكأنها تملك وصفات للحل، بينما في الحقيقة هي عاجزة عن إطعام الشعب ما يسد رمقه من سلام أو استقرار
تحالفات تُبنى وتُهدم في قاعات الفنادق، وساسة يسافرون إلى أديس أبابا أو غيرها ليجلسوا أياماً في رفاهية، ثم يخرجون رافضين المشاركة بحجج واهية، رغم علمهم المسبق بمَن سيجلس على الطاولة. وكأن القضية لعبة ترفيهية، وليست مصير وطن ينزف
الأحزاب السودانية فقدت شخصيتها الاعتبارية، وصارت تختبئ وراء تحالفات فضفاضة تخفي ضعفها التنظيمي والفكري. لذلك، فإن الحل لن يكون عبر “كورال سياسي” يغطي العجز، بل عبر وقوف كل حزب منفرداً أمام الشعب ليُظهر وزنه الحقيقي، بلا رتوش أو شعارات زائفة
اليوم، السودان على مفترق طرق: إما أن نكسر هذا النمط من “الوجبات السياسية الجاهزة” ونصنع حلاً حقيقياً بأيدينا، أو نبقى رهائن لأطباق باردة لا تشبع ولا تنفع
