الجنائية الدولية تُدين “كوشيب” بجرائم دارفور وتعلن نقله من لاهاي إلى دولة إفريقية موقعة على ميثاق روما
متابعات -السودان الآن

الجنائية الدولية تُدين “كوشيب” بجرائم دارفور وتعلن نقله من لاهاي إلى دولة إفريقية موقعة على ميثاق روما
متابعات -السودان الآن – في سابقة قضائية بارزة، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي حكمًا بإدانة القائد السابق في الدعم السـ.ريع علي محمد علي عبد الرحمن، المعروف باسم علي كوشيب، بعد إدانته بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال النزاع المسلح في إقليم دارفور بين عامي 2003 و2004.
وتضمنت لائحة الإدانة جرائم القتل العمد، والاغتصـ.اب، والاضطهاد، والتعـ.ذيب، والتهجير القسري، فيما وصف مكتب الادعاء العام القضية بأنها “منعطف مفصلي في مسار العدالة الدولية لإنصاف ضحايا دارفور”.
وقال المحامي الرئيس في مكتب الادعاء، جوليان نيكولز، في مؤتمر صحفي عبر الوسائط، إن المحكمة أقرت بفظاعة الجرائم المرتكبة، مؤكداً أن “العدالة لا تكتمل ما دام بعض المتهمين الرئيسيين طلقاء”، في إشارة إلى عمر البشير، وأحمد هارون، وعبد الرحيم محمد حسين، الذين لا تزال المحكمة تسعى لتسلمهم.
وأشار نيكولز إلى أن العقوبة المحتملة قد تصل إلى السجن مدى الحياة، مع تحديد جلسة النطق بالحكم النهائي في 17 نوفمبر المقبل
أكد ممثل الادعاء أن كوشيب لن يُسجن في هولندا، حيث قضى فترة ما قبل المحاكمة، بل سيتم نقله إلى دولة إفريقية موقعة على ميثاق روما لتنفيذ العقوبة، وفق ترتيبات المحكمة لتوزيع الأحكام بين الدول الأعضاء.
وأوضح أن هذا الإجراء يأتي ضمن “سياسة العدالة الدولية التشاركية” التي تهدف إلى ضمان استقلالية القضاء وحماية نزاهة الإجراءات.
الدفاع: إنكار الهوية ورفض تبرير الجرائم
من جانبه، أعلن محامي الدفاع سيريل لاوتشي أن موكله ينكر هويته كعلي كوشيب، مشيرًا إلى أنه لم يتخذ قرارًا بعد بشأن الطعن في الحكم.
وقال لاوتشي إن “الجرائم التي وقعت في دارفور لا يمكن الدفاع عنها أخلاقيًا أو قانونيًا”، مؤكدًا أن مهمة الدفاع اقتصرت على إثبات أن موكله لم يكن جزءًا من التشكيلات العسكرية الثلاث التي ضمت الدفاع الشعبي وحرس الحدود والميليشيات القبلية.
الضحايا: خطوة تمنح الأمل
من جانبها، وصفت ناتالي فون ويستينغهاوزن، الممثلة القانونية لضحايا دارفور، الحكم بأنه “خطوة رمزية تحمل الأمل للضحايا”، موضحة أنها عرضت جلسة الحكم عبر شاشات في قرى كتم ومكجر ودليج، ومعسكرات في تشاد.
وأضافت أن “الضحايا عبّروا عن ارتياحهم، رغم تخوفهم من تأجيل العقوبة أو الطعن في الحكم”، مؤكدة أن إجراءات جبر الضرر ستتم عبر الصندوق الائتماني للضحايا، وتشمل مساعدات مالية وطبية وتعليمية للمجتمعات المتضررة.
خلفيات القضية: دارفور على طاولة العدالة الدولية
تُعد قضية كوشيب أول محاكمة من نوعها تتعلق بجرائم دارفور أمام المحكمة الجنائية الدولية منذ إصدار أوامر القبض على كبار المسؤولين السودانيين عام 2009.
ويرى مراقبون أن الحكم يمثل رسالة قوية ضد الإفلات من العقاب، ويمهّد الطريق لاستئناف الملاحقات القضائية بحق بقية المتورطين في جرائم الحرب بالسودان.
خلاصة الحدث:
المحكمة الجنائية الدولية تكتب فصلًا جديدًا في ملف دارفور…
وكوشيب يواجه مصير السجن مدى الحياة، فيما تنتظر العدالة ظهور بقية المتهمين